سهوب بغدادي
فيما يعرف المنهج الدراسي برسم الخطوط العريضة للمفاهيم التي سيتم تدريسها للطلاب لمساعدتهم على تلبية المعايير المطلوبة من المحتوى المقرر لهم في فترة معينة أو مرحلة مع الاستناد إلى نظام تفاعلي أثناء العملية التعليمية لتتوافق مع أهداف وإستراتيجيات والمعايير المعتمدة. في هذا النسق أرى بأن التعليم في المملكة قد قطع شوطا طويلا فيما يخص مناهج التعليم العام والأجمل من ذلك توفير المناهج رقميًّا عن طريق منصة مخصصة لهذا الأمر إضافة إلى جاذبية تصاميم الكتب وتنوع الألوان بها وما إلى ذلك. حقا لمسنا -نحن جيل الثمانينات وما بعدها- الفارق في الشكل والمضمون إلا أن كل مجال قابل للتحسن والتطور والازدهار أكثر من ذي قبل مع التماس حاجات الجيل الحالي وخصائص الزمان والمكان فأرى أن إقرار منهج أساس يعنى بتعليم (الأخلاق والأخلاقيات) المهمة في حياة الفرد والمجتمع ويستمر هذا المنهج منذ الصف الأول إلى التخرج مع التدرج في المحتوى، على سبيل المثال يتعلم الطالب في المراحل الأولى كيفية التعبير عن الذات واحترام الأكبر سنًّا والحفاظ على نظافة ما حوله ومراعاة الغير وثقافة الطابور والنظام وما إلى ذلك ثم يتطور المنهج بتقدم الطالب إلى الصفوف العليا من الابتدائية ليشمل أبرز إشكاليات تلك المرحلة من مكافحة ظاهرة التنمر المدرسي والإلكتروني وطرق وآداب استخدام الهاتف والحياة الرقمية من ثم تأتي المرحلة المتوسطة فيبني المنهج احترام الجنس الآخر وطرق التعامل المثلى معه والتوعية والإرشاد من مضار التدخين وما إلى ذلك كما يبدأ الطالب بالانخراط في الأعمال التطوعية لأنها تصقل وتبرز اهتماماته المستقبلية عقب ذلك تتيح مناهج الثانوية للطلاب طرق التخطيط الإستراتيجي وإدارة الوقت وإلادارة المالية وطرق حل المشكلات ورسم التوجهات والتطلعات كاختيار التخصص الجامعي كما يتعلم كل من الطالب والطالبة حقوق وواجبات الزوج والزوجة وأبرز المشاكل التي تواجههما في السنة الأولى مثلا أيضًا آداب قيادة السيارة وآداب الطريق إلخ. لا يهم مسمى هذا المنهج ولكن الأهم هو تواجده على أرض الواقع لنصبح أمة دين وخلق حسن ليتسامى بنا الوطن ونسمو به.