رجاء العتيبي
عندما أعلن معالي رئيس الهيئة العامة للترفيه/ تركي آل الشيخ عن استقبال أفكار حول الترفيه الأسبوع الماضي من خلال رقم جوال (واتس) تفاجأ باستقبال أكثر من 100 ألف مشاركة خلال أقل من 24 ساعة، مما دعاه لأن يستبدل الواتس برابط على الإنترنت.
هذا الموقف الذي أعلنه معالي المستشار آل الشيخ عبر حسابه على تويتر، يعكس معانِي كثيرة، منها:
- المجتمع السعودي محب للترفيه، ويملك أفكاراً يشارك بها الهيئة العامة للترفيه.
- أن الترفيه جزء من حياة الناس، كضرورة وليس مجرد كماليات.
- التواصل بفعالية وإيجابية مع الهيئة العامة للترفيه كأفكار تطويرية أوكحضور جماهيري.
- الترفيه حراك اجتماعي مثله، مثل: الثقافة، والرياضة، والتسوق... إلخ.
- أن من يتحفظ على الترفيه، لا يعني أن الآخرين مثله، من شأنه أن يتحفظ ولكن ليس من شأنه أن يمنع غيره من التفاعل مع الفعاليات الترفيهية، أو يصدر أحكاما سلبية على غيره.
- التنوع الثقافي والاجتماعي للمجتمع ظاهرة صحية: تعايش، تقبل، تعاون، حرية مسؤولة.
- الأخطاء التي تحدث أثناء سير حراك الترفيه، لا يعني أن الترفيه خطأ بذاته، بقدر ما يعني أن الخطأ يمثل صاحبه.
لم يعد الناس يرون - تحت أي سبب - أن يسيروا وفق منهج محدد يفرضه عليهم طائفة من الناس ذوي اتجاه فكري محدد، أو أن يصبغوهم بنمط واحد يشبهون فيه بعضهم البعض، بات لدى الكثير وعي يمكنهم من معرفة ما يريدون وما لا يريدون دون أن يتدخل أحد في قرارهم.
الذين مازالوا يفكرون أن يسيّروا المجتمع باتجاه ما يرونه رشادا، يعيشون في الزمن الخطأ، الأجيال تغيرت، كل يريد أن يعيش بما يراه صوابا تحت مظلة كبرى من الأنظمة والقوانين والمعايير التي تضعها الجهات الرسمية في الدولة، من أراد أن يذهب للسينما فليذهب، ومن أرادت تقود السيارة فلتقُد، ومن أراد أن يذهب لكرة القدم فليذهب، ومن أراد أن يمكث في مكتبته بين أبحاثه فليفعل، ومن أراد أن يطور مخترعاته فليطور، افعل ولا حرج طالما أنك تعمل ضمن منظومة الوطن.
المجتمع المدني المتنوع هو الشكل الطبيعي للبشرية، أما الفكر المؤدلج فلا يأتي بخير، باعتباره يناقض السنة الكونية، فالناس خلقوا وكل واحد لديه صورة ذهنية عن العالم، بمعنى لدينا 7 مليارات ـ بعدد البشر ـ صورة ذهنية عن الحياة، فيما الدين يأتي كأساس أخلاقي تقوم عليه لبنات الحضارة يوجهها نحو العدل والحق والسلام.
الوسطية هي مستقبل المجتمع السعودي، وما عداها زمن وانتهى، أما القوى الخارجية المعادية التي تثير الفتن، وتنشر الشائعات، وتشعل العصبيات فلا مكان لها في مجتمع نفض عن جسده بؤس التناحر، فالترفيه نمط حياة وليس ضد أحد من خلق الله.