علي الصحن
لماذا يشيع البعض في شارعنا الرياضي الواسع ثقافة الكراهية والنيل من الآخر والتقليل منه، بدلاً من نشر المحبة والمودة والتسامح بين الجميع؟!.
لماذا يصر البعض في مقولاتهم ومقالاتهم على أسلوب السخرية والاستهزاء وتكريس أسلوب العداوة بين الأطياف المختلفة، ويصر في كل سانحة على الظهور بمظهر واحد دون أن يمنح قلمه ولسانه وتفكيره فرصة للتصالح مع الجميع وقضاء أيامه بهدوء، عوضاً عن هذا التنمر والإساءة، والإيذاء سواء لشخص أو مجموعة أو هيئة أو طيف معين؟!.
لماذا يعتقد البعض أن صمت الآخرين ضعفاً، وأن ضبط النفس خوفا، وان الحكمة في التعاطي مع الآخر جبن عن مواجهته؟.
المنافسة الرياضية والمنافسات المختلفة وإن اشتدت وعلت هي في النهاية سبل استثمار لشريحة من الناس ومهنة لشريحة أخرى وهواية لثالثة وترويح عن النفس للبقية، وعندما تنصرف إلى غير ذلك تكون قد خرجت عن مسارها الصحيح وطريقها المستقيم إلى طريق ملتو له أول وليس له آخر.
مما يؤسف له أن بعض من يمارس هذا الأسلوب إعلاميون رياضيون قضوا شطراً واسعاً من حياتهم في الرياضة وأشخاص يبحر بعضهم في عقده السادس، وإعلاميون يتحدثون عن المثاليات بقلم ثم ينسفون كل شيء بقلم آخر...!!
ومؤسف أن يتمادى البعض في توزيع اتهاماته يمنة ويسرة، دون أن يملك دليلاً، ولا ما يقرع به الحجة بالحجة.... وأن يسعى لفرض رأيه وإثبات رؤيته على الناس ويظن أنه يهديهم سبيل الرشاد.
ما يقوم به البعض وإن زاد لن يضع رفيعاً ولن يرفع وضيعاً... لن ينقص من قيمة كامل ولن يكمل قيمة ناقص، ربما يصنع اثراً في البداية لكنه في النهاية لا يلبث أن يزول... ولا يتذكر الناس إلا منبعه!!
الفريق البطل سيبقى بطلاً ولن ينزل عن قمته درجة واحدة، واللاعب المميز سيبقى مميزاً ولن يضيره أن ينال منه أحد لغرض في نفسه أو كراهية يحملها قلبه، والواجب أن يدرك ذلك... وقد قال أحد الفلاسفة قديماً: (الكارهون لك لا يكرهونك، هم يكرهون أنفسهم لأنك انعكاس لما يتمنون أن يكونوا...).
أما من يعيش متصالحاً مع نفسه والآخر فعليه أن يتجاهل هؤلاء الكارهون، وان يواصل ثقته بنفسه وبعمله ونجاحاته... وان يستفيد من النقد الذي يهدف لصالحه ويتجاهل غيره حتى لا يدخل في نفق قد يتعب في الوصول إلى نهايته.
الهلال مقبل على موسم صعب وطويل، ومن الضروري أن يكون هناك تروٍ في اختيار اللاعبين الجدد، وتحديد من يرحل ومن يبقى من اللاعبين السابقين، والأهم أن يكون ذلك وفق نظرة فنية بحتة لا تنظر إلا للفريق ومصالحه ولا تجامل في ذلك كائناً من كان، سيان كان إدارياً أو لاعباً أو مدرجاً، ففي مثل هذه القرارات يجب أن توضع العاطفة في الأدراج، وحسناً أن بدأ الجهازان الفني والإداري في تصريف بعض الأسماء والأمل أن يلحق بهم غيرهم... ومصلحة الهلال أولاً وآخراً هي الأهم.
هنا أتفهم مشاعر مشجع يعشق هذا اللاعب ويتعاطف مع ذاك، وأتفهم أن تسمع الإدارة صوت المدرج الأزرق -شريك النجاح وعراب كل إنجاز- لكن الإدارة يجب أن لا تجامل والمشجع يجب أن يغلب مصلحة فريقه على عواطفه، وأن لا يرفع سقف مطالبه بما يشكل إشغالاً للإدارة وإرباكاً لعملها.
والجهاز الفني مطالب بانتخاب أفضل اللاعبين وأكثرهم جهوزية للفريق، في الموسم الماضي يكاد الهلال أن يكون أقل الفرق استفادة من اللاعب الأجنبي، وهو ما يجب تجاوزه هذا الموسم ويأمله الهلاليون كثيراً.