يسألني عن تاريخ ميلادي وهو لا يعلم أن أول يوم في عمري كان ينتظر حضوره ليعلن عن ولادة قلب كان ينبض فقط ليحملني على الأرض، جسد يسير ولسان ينطق وصورة جميلة ينظر إليها الجميع ويتمنى أن يكون مكانها.
عندما حضر كان قلبي يعرفه جيداً لم يسأله من أنت أو لماذا ؟ سلم له نبضة وألقى عليه محبة لا تفنى وكأنها خلقت مثل جبل قدره أن يبقى مكانه وكل ما حوله يتغير .!
تمنيت لو كان يعلم أنني لا أحب أعياد الميلاد ولا تستهويني فكرة إطفاء شموع عمر مضى وسعادة الاقتراب من النهاية ، ولكنني معه دونت تاريخ وعام ومكان ميلادي وتركت الأيام تسقي حبي له وتحتفل به.
لم اسأل يوماً عن يوم مضى بلا حضوره لأنني على يقين أن كل ما كتب لي معه سيأتي ولن يمنعه أحد ولأنني رغم معرفتي بوجوده فضلت انتظاره ولم أفتش عنه.!
حكايتي معه مدهشة فلا شيء يجمعنا وكل شيء يقودني إليه ، لا شيء يقترب وكل لحظاتي بين يديه لا اخجل منه أبداً ولكنني عند حضوره يذوب الكلام في فمي وأنسى كل الكلمات وتتحول حواسي سمعاً لينصت كلي ولا أرى إلا ما يقول.!
تنسى عقارب الساعة توقيتها وتلبس ثوب الوقار في حضوره وتخطو كما كهل هزمته السرعة ولكن مع كل خطوة من خطواته هناك حكاية لا تتكرر .
يا كل العالم يا قدر لم اختره ويا شعوراً لا يتكرر كن صديق أعوامي واحتفل معي فقط بنبضها.
** **
- بدرية الشمري