د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
في استشراف ملكي ثمين لتأسيس منصات عليا للإعلام السعودي الحديث؛ واستحداث مرجعيات إعلامية متينة تتساوق مع الحضور الباذخ لبلادنا في المكان والمكانة؛ فقد طالعتنا وسائل الاتصال الرسمية بمشاهد مضيئة للقاء بخادم الحرمين الشريفين بالإعلاميين الذي حَفُلَ به الزمان والمكان؛ وتجلّتْ فيه متانة الوشائج بين القيادة الرشيدة وصُنّاع الإعلام في بلادنا وروّاده؛ وكان ذلك في يوم الاثنين الماضي الذي اكتنز بحيوية تشكّل فيها حوار أبوي رصين تزيّنه أهداف عليا من خادم الحرمين -حفظه الله- حول ما يجب أن يكون عليه واقع الإعلام السعودي ومستقبله عندما وجه -حفظه الله- عبر لقائه الودود بصناعة إعلام سعوديٍّ يدعم السياسة السعودية في الخارج بإبراز المنجز؛ واسترفاد القرار السعودي اللافت، والوقوف بقوة حين ترتفع أصوات الناعقين!.. ووجه حفظه الله بأن يكون إعلامنا عصرياً يطوق علاقاتنا مع دول العالم؛ ويكون بثاً فاخراً لشراكاتنا العالمية القافزة في كل صورها ومجالاتها؛ وأن يتصدر إعلامنا الخارجي الوقائع ويكون في عمق الحدث وجواره محققاً الصدق أولاً؛ والدهشة والإثارة والديمومة.. فكم نحن بحاجة ماسة للنَفَس الإعلامي الطويل!!. كما وجه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى ترقية الخطاب الإعلامي المحلي بما يعزز الثقة بالمنجز الوطني وبمستقبل الإصلاحات والمشروعات الحكومية العملاقة.. وذلك التوجه والتوجيه الملكي يحتاج إلى منظومة إعلامية متكاملة تدفع المخرجات الإعلامية لتكون دامغة مقنعة؛ وليكون المنتج الإعلامي السعودي مبدعاً في رسم خارطة التحولات الإيجابية في الداخل والخارج؛ وأن يصبح الإعلام موجهاً أميناً لتنفيذ برامج الرؤية الفريدة 2030، وأن يكون الإعلام الرسمي والخاص بوسائطه المتقدمة شريكاً للدولة في تقوية الانتماء الوطني بما يؤصل تعزيز القيم العليا التي قامت عليها أركان بلادنا الغالية.
ولعل هذا المقال لم يستطع حمل الهاجس الكبير الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين نحو واقع الإعلام السعودي وما يجب أن يرقاه من مراكب جديدة ليجتاز إلى ضفاف العالم باقتدار كما هي بلادنا. فالتوجيهات الملكية غزيرة وافرة.. فحريٌّ بوزارة الإعلام الآن، وبعد ذلك الفيض أن تقدم نسخاً منقّحة في نفسٍ واحد تتلاقى أهدافها نحو الوصول الجديد.. فقد كثُر رواتها الأكفاء، وتشابكتْ منابر الإعلام هنا وهناك تنشدُ الدعم والتحديث، ورفع مستوى الاحترافية وتشكيلاتها من خلال تمهين الإعلام واستقطاب صانعيه باستحداث الجديد المُلِحّ، وترقية واقع المعرفة الأكاديمية الإعلامية فمازالت تحبو في جامعاتنا!! كما يحتم العهد الجديد في السعودية العظمى بتوجيه المنتج الإعلامي السعودي إلى جدارة الطرح والاستحواذ على الخبر المحفز والاحتفاء به، ونشره وتطويره وترقية الخطاب الإعلامي، وتحقيق مسافات مضيئة للبث المعتدل، والصوت العاقل؛ حيث إن الإعلام بتعددية مصادره يظل مرادفاً للحياة الاجتماعية المتحضرة التي نأمل أن تنتقل عبر القارات وهي مشرقة سليمة.. وليتنا نصنع إستراتيجية إعلامية لنشر خطاب السلام في العالم الذي صنعته بلادنا وعقدت له قيادتنا الألوية، وتأسيساً لكل الطموحات والتطلعات ينبغي صناعة تواشج ووحدة بين وزارة الإعلام وكل الجهات الرسمية ذات الصلة بالخارج لترقية المستوى الإعلامي الخارجي وتوثيق الرباط مع مؤسسات المجتمع المدني لتحرير الحقيقة هنا في بلادنا الجديرة بالسبق في شأنها كله.