فهد بن جليد
لائحة الوظائف الجديدة تحلق في سماء التعليم «بجناحين» -كما أراهما-: الكفاءة والخبرة، كأهم عنصرين من عناصر التطوير التي يجب أن تعتمد عليها أي خطوة تطويرية ننتظرها؛ ما يعني تحوُّل التعليم في المملكة من بيئة «تقليدية هرمة»، كبلتها البيروقراطية الوظيفية لعقود طويلة، إلى «بيئة احترافية» شبابية مرنة، يتمناها كل المشتغلين في حقل التعليم على مستوى العالم؛ فالمزايا «المعنوية والمادية» مرتبطة بالبقاء «للأفضل والأكفأ» دائمًا، ذاك الذي يملك خبرات وقدرات ومهارات وممارسات حديثة ومتجددة، ولن يتذمر أو يتخوف من تلك الخطوات التطويرية إلا مَن ليسوا أهلاً لحمل «راية التعليم» في الأصل ممن يجب عليهم مغادرة هذه المنصة نحو أعمال إدارية أخرى بدلاً من الاختباء خلف مسماها والتمتع بميزاتها؛ فالمعلمون الحقيقيون هم أول من يجب عليهم الترحيب بأي خطوة تطويرية لبيئة التعليم تتخذها الوزارة، حتى لو كانت تتطلب منهم مزيدًا من الجهد والمثابرة؛ فهم في نهاية المطاف «آباء»، ويهمهم أن يقف أمام أبنائهم في المدارس معلمون على «كفاءة عالية»، يملكون علمًا وفهمًا وخبرة ودراية كافية.
بيئة التعليم «بيئة تشاركية»، تنمو بتفاعل وتعاضد الأطراف كافة العاملة في الحقل، وعلى رأسهم المعلمون الذين يجب إعدادهم بشكل صحيح، ومساندة نموهم المهني على رأس العمل للرفع من قدراتهم العلمية والمهنية، حتى بات تدريب المعلمين من أهم الأهداف التي تصفها المنظمات والهيئات العالمية «بالعملية المستدامة» التي لا يجب أن تتوقف طالما أن هناك إمكانية لوقوف هذا المعلم أمام طلابه.
صدور اللائحة الجديدة للوظائف التعليمية لا يعني تقصير المعلمين والمعلمات المؤتمنين اليوم على عقول طلابنا وطالباتنا، بقدر ما نفهمه «كمراقبين ومتابعين وآباء» بأنه خطوة تطويرية، لا بد منها في طريق تكيُّف التعليم مع رؤية المملكة 2030؛ بدليل أن وزير التعليم أعلن وأكد أكثر من مرة أن لا خاسر من اللائحة التي حافظت على مكتسبات المعلمين والمعلمات، وعلى مزاياهم المالية السابقة؛ فلا مبرر إذًا لكمية التذمر والصراخ الذي يملأ تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص، إما أنهم لم يفهموا «اللائحة التعليمية الجديدة»، أو أنهم ليسوا من سلك التعليم ولا منتسبيه أصلاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.