لم يكن يوم الثلاثاء 18-6-2019م يوماً عادياً بل كان يوماً تاريخياً، عندما دشّن سمو أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف آل سعود -حفظه الله- (مشروع إعداد استراتيجية تطوير منطقة الجوف) والتي يُشرف على إعدادها مكتب دعم هيئات التطوير، بمشاركة من تحالف كبير لشركات دولية متخصصة في بناء الاستراتيجيات والتحالفات من الخبرات العالمية.
وأكّد سموّه أن التخطيط الاستراتيجي يفتح آفاقاً جديدة وأفكاراً حديثة، ويعمل على توسيع مدار الفكر، والتفكير خارج الصندوق بما يؤدي إلى الإبداع والابتكار، ويقضي على الروتين وهدر الموارد.
كما سيعمل المشروع على تقييم الوضع الراهن في منطقة الجوف، وإعداد رؤية واستراتيجية على التنمية السكانية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز الهوية والمزايا النسبية، وتحسين البيئة التحتية، وإطلاق عدد من المبادرات، كما ستساهم الاستراتيجية بتوفير فرص وظيفية حقيقية، فضلاً عن جذب الاستثمارات، وإحداث نقلة نوعية في كل المجالات بالمنطقة.
إني أكتب وكلّي ثقة بسمو أمير المنطقة بأن هذا المشروع سيكون كافياً لتدارك أربعة عقود مرّت على منطقة الجوف، كانت المنطقة خلالها بحاجة للتطوير ووضع الأسس والاستراتيجيات المستقبلية.
كما أنَّ تنمية المجتمع «الجوفي» وتطويره ليست مهمة المشروع وحده، بل يمكن القول إن الحمل الأكبر يقع على عواتقنا، وأن المشروع الذي ننشده لا يكتمل إلا بتكامل أدوارنا ومسؤولياتنا تجاه مجتمعنا، ولنعلم أن تحقيق المنجزات والمكتسبات لن يأتي إلا بتحمل كل منَّا مسؤولياته، والوفاء بها بكل أمانة وإخلاص.
لقد أوّلت المدن المصنّفة بالذكيّة والتي تسير بناءً على خطة إستراتيجية، المشاركة المجتمعية اهتماماً بالغاً وعدّتها عاملاً رئيساً لتحقيق التنمية المستدامة، وإنه قد ظهر -مؤخراً- دراسات علمية ركزت على نظريات ومفاهيم العمل الجماعي والشراكة المجتمعية، وفي هذا السياق أشارت دراسة نشرتها مجلة (BMJ journals) في يناير 2019م، إلى أن تحقيق التنمية المستدامة في المدن الذكيّة يتطلب مستويات عالية من المشاركة الإيجابية لأفراده، وإنَّ الاتكالية وتخلي الفرد عن واجباته سيخلقان كثيراً من المعضلات ويعطلان مشاريع تنمية المجتمع.
ختاماً.. إننا نطمح في منطقة الجوف بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ووليّ عهده الأمين، وسمو الأمير فيصل بن نواف أمير المنطقة، ونائبه سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد، أن نبني مدينة متكاملة لا تكتفي بالوصول إلى القمة فحسب، بل تكون مدينة ذكيّة في مصاف المدن العظمى، محققة لرؤية 2030، مؤكداً أهمية الاستشعار بأن الإستراتيجية وضعت لتطوير مدينتنا، لذا لا بد أن نتفانى جميعاً في دعمها، ويتمثل الدعم بالإنتاجية فلابد أن يكون الفرد منتجاً بما يتوافق مع نجاح الإستراتيجية، لنرى مدينتنا نموذجاً ناجحاً ورائداً على كل الأصعدة، وسنعمل بقيادة أمير المنطقة ونائبه، وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، على تحقيق ذلك -بإذن الله-.