سهوب بغدادي
في هذه الفترة تحديدًا يحتار عدد ليس بالهين من الطلاب والطالبات في عملية اختيار التخصص الجامعي نظرًا لعوامل كثيرة، منها إحباط من حولهم لهم، أو لعدم وجود التوجيه الكافي تجاه التخصصات، أو لتغذية الوالدين لقراراتهم.. وما إلى ذلك. لفتني رد أحد الخريجين عندما وجهت له سؤالي «مبروك، ما التخصص الذي ستدخله؟» فقال: «الله يبارك فيك، سأدرس التخصص الذي يقبلني!». لا أعلم منبع كل ذلك الإحباط. في الوقت ذاته كان أحد الطلبة المتفوقين يهوى الإدارة فعزم على التخصص فيها عقب التخرج من الثانوية، وبالفعل اجتاز ذلك الطالب جميع الاختبارات بتفوق، وحصل على نسبة أشبه بالمثالية؛ فلا يوجد الآن حاجز بينه وبين تحقيق حلمه سوى تحقيقه توقعات من حوله بأن لا يضيع تلك النسبة المثالية في تخصص (ما يسوى)؛ فمن يحصل على هذه النسبة يجب أن يدخل كلية الطب. نقطة وانتهى النقاش آخذًا معه المتفوق إلى غياهب المستقبل.
أما يجب على الإنسان تقرير مصيره؟ لعلمك أيها الطالب، إن مدير التوظيف قد يتقاضى أجرًا يفوق أجر الطبيب؟ إن الإهمال في اختبار التخصص أو إيكال المهمة إلى الغير خطأ فادح، لن يتوقف عند التخصص، بل قد يمتد إلى الوظيفة، ومن ثم الزوجة، ومن ثم أسماء الأطفال... الخ إلى أن يشاء الله.
ولتتجنب عزيزي/ تي الطالب/ بة هذه الإشكالية اتبع الخطوات الآتية:
- ابحث وحدد مَواطن شغفك واهتماماتك ومهاراتك.
- تطلع على الدوام إلى المستقبل. علمًا بأنني أجزم بل متأكدة أن مستقبلكم سيكون باهرًا بإذن الله تعالى نظرًا للنقلة غير المسبوقة للمملكة العربية السعودية.. فهنيئًا لكم.
- من ثم اسأل نفسك عن مقدرتك على حب هذا التخصص في الأيام الصعبة وإلى الأبد؛ فالجميع يعلم أنه لا يوجد تخصص سهل، بل كل مجال يتطلب فك شفرة معينة.
- اعرف نفسك عن طريق الاختبارات الخاصة بالشخصية والميول.
- من ثم استشر المختصين في المجال. ومن هذا المنبر أحث جميع المدارس على تخصيص وظيفة خاصة بهذا الأمر (مستشار أكاديمي) لمنح الطالب تصورًا مبدئيًّا ونظرة شاملة وعامة عن التخصصات التي تتماشى مع ميوله.
- في النهاية استشر واستخر الله سبحانه؛ فهو القادر على إرشادك إلى الصواب، وتسييرك على الطريق المشرق. وفقكم الله جميعًا.