أحمد المغلوث
من الأمراض الجديدة التي انتشرت منذ سنوات ومع انتشار التقنية في مختلف دول العالم. (إدمان الهواتف الذكية والتقنية)، ولا شك أنه بات مرضاً جديداً راح يثير الحيرة والقلق معاً في مختلف المجتمعات مما أثَّر على عملية الإنتاج في دول عديدة خاصة التي لا تقوم بالمراقبة والمتابعة، فنسبة كبيرة من الموظفين راحوا يقضون ساعات الدوام وهم يتابعون ما يُنشر ويُبث في أجهزة الهواتف الذكية، بعضهم يتابع آخر الأفلام والمسلسلات، أو حتى التغطيات الرياضية وغير الرياضية، بل إن بعض الموظفين بات لديه أكثر من «هاتف» واحد يتركه عند دخوله لمقر عمله لدى قسم الأمانات والآخر يخفيه في حذائه، هذا على الرغم من أن العديد من رسامي الكاريكاتير راحوا يرسمون سلبيات هذه الظاهرة وإبرازها بصورة ساخرة، بل حتى مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أعدت بعض البرامج التي تناولت فيها سلبيات هذا الإدمان، بل هذا المرض الذي اعتبره علماء السلوك «مرض العصر» بصورة بارزة، بل وحزينة، بل تسبب هذا الإدمان في بروز ظواهر سلبية أضرت ببعض الأسر وفي مختلف دول العالم خاصة دول العالم الثالث وبالذات التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، فالرغبة ملحة في الحصول على أحدث الأجهزة الهاتفية والتي باتت موديلاتها تتوالد كل عام، بل هناك من الشركات قبل أن تطرح هاتفها الجديد تعلن عن هاتفها الذي سوف يتفوَّق على الهاتف المعروض الأمر الذي ساهم في زيادة الصرف المادي على الأجهزة ومحاولة متابعة كل جديد، حتى ولو خسر البعض كرامته أو قيمه أو فرَّط في (...)! والمتابع لأخبار الحوادث في صحف العالم يقرأ كل يوم أخباراً سلبية نتيجة طبيعية وحتمية لما سببه هذا «الإدمان»، فهناك من ارتكب جريمة القتل من أجل الحصول على المال لشراء هاتف جديد أسوة بغيره، وهناك من مات نتيجة لتعرّضه لعقاب من ولي أمره لإفراطه في استخدام هاتفه مما أثَّر على دراسته وتحصيله، بل إن الأمر يتجاوز كل الحدود بتحميله فيديوهات وصوراً إباحية ترفضها مختلف المجتمعات.. وتعاني مدن العالم الكبرى من تكرار سرقة الهواتف الذكية بصورة يومية، فهناك عصابات تستخدم «الدراجات النارية» لخطف هواتف المشاة المشغولين بالحديث خلال سيرهم. وفجأة يُخطف الهاتف منهم في غمضة عين! يحدث هذا في لندن وباريس ونيويورك، وغيرها من المدن الكبرى في العالم، بل حتى في بلادنا الحبيبة سجّلت كاميرات المراقبة حوادث سرقة لهواتف نساء وحى رجال.. هذا ولقد أعد عدد من الباحثين دراسات مختلفة عن هذا النوع من «الإدمان» فأكدت إحدى الدراسات أن الاستعمال الدائم للهواتف الذكية وغيرها من أجهزة التقنية وعلى الأخص الألعاب الإلكترونية يسبب الإدمان عليها ويشكِّل اضطراباً خطيراً في الدماغ، وفقاً لدراسة جديدة. ودرس الباحثون حالة المدمنين على هواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعين ووجدت الدراسة أن هذا الأمر يضر بعمل الدماغ ما يسبب اضطرابات كيميائية يمكن أن تسبب حالة من القلق الشديد والتعب. وشارك في الدراسة 19 شاباً تم تشخيصهم جميعاً بحالة الإدمان على الإنترنت والهاتف الذكي، كما قُورنت حالاتهم مع مجموعة أخرى من الأشخاص الذين لم يكونوا في العمر والجنس نفسه. وأوضح الباحثون أن الإدمان على استخدام الهاتف الذكي دمّر إنتاجية الدماغ ووظيفة النوم.. وباحثون آخرون أكدوا على تراجع إنتاجية الموظفين، بل إنك تجد أسرة كاملة تجلس حول مائدة الطعام ونسبة كبيرة منهم مشغولون بتصفّح هواتفهم. ولن أزيد؟