فضل بن سعد البوعينين
تستضيف المملكة أعمال الدورة الخامسة عشر لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين في شهر نوفمبر من العام 2020 في مدينة الرياض. قمة تاريخية بصفتها الأولى على مستوى العالم العربي، واستثنائية بحجمها ورئاسة المملكة لها مما يعكس دورها المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تشكل استضافة الرياض لقمة العشرين؛ تحديا أمام الحكومة؛ وليس القيادة الاقتصادية فحسب؛ كما أنها تخلق فرصا مهمة ستنعكس إيجابا على المملكة متى أُحسِن التعامل معها. ومنذ إعلان الاستضافة، عملت الحكومة جاهدة لتهيئة سبل نجاح القمة؛ وتحقيق الاستفادة القصوى منها على جميع المجالات وليس جوانبها الاقتصادية فحسب. وتكفلت الأمانة السعودية لمجموعة العشرين بوضع رؤيتها الشاملة للاستضافة، والتأكد من استكمال جميع المتطلبات ذات العلاقة بالمسارات المختلفة التي تشكل فيما بينها قاعدة النجاح. تم تشكيل اللجان المختلفة من جميع القطاعات الحكومية التي باتت شريكة في الحدث العالمي المرتقب، ورغم الجهود المكثفة، إلا أن تحديات الاستضافة لا يمكن تجاهلها، مع وجود قوى دولية تستهدف الإضرار بالمملكة، وتأليب الرأي العام الدولي عليها، ومحاولة استغلال الأحداث الطارئة لنزع أحقيتها بالاستضافة، أو التأثير السلبي عليها. أجزم أن التحدي الأكبر أمام استضافة المملكة لقمة العشرين ربما ارتبط بالدول والمنظمات الدولية المعادية؛ ما يستوجب العمل لمواجهتها باحترافية واستباقية تحد من مخاطرها المتوقعة.
موقع cbc الإخباري نشر في الخامس من الشهر الحالي موضوعا على لسان المقررة الخاصة للأمم المتحدة بعنوان «كندا يجب أن تقود حملة لنقل قمة العشرين إلى خارج المملكة»؛ وهي بداية حملة منظمة ربما كُثفت أدواتها مع مطلع ديسمبر القادم؛ بالتزامن مع استلام المملكة رئاسة المجموعة. هناك وسائل إعلام غربية ومراكز بحث وقوى ضغط ولوبيات معادية وتمويل قذر يتم حشده للمعركة الإعلامية الكبرى التي يُخطط لها بالخفاء؛ ما يستوجب الاستعداد لها باحترافية وإستراتيجية منضبطة وفق الثقافة الغربية والرؤية الدولية وبالاعتماد على شركات العلاقات العامة الكبرى في جميع دول المجموعة. أعتقد أن الحملة الإعلامية المصاحبة للقمة أحد أهم التحديات التي يجب التعامل معها بحذر، ووفق آلية دولية منضبطة ومضمونة النتائج. يفترض ألا ننغمس في الحديث مع النفس، بل في مخاطبة المجتمعات الأخرى والدول المشاركة والفاعلة والمؤثرة في المجتمع الدولي. لذا لابد من العمل على محورين رئيسين؛ الأول الإعلام الداخلي وهذا يسهل تنفيذه محليا وبكفاءة، والثاني الإعلام الخارجي وهو ما يستوجب إسناده للمؤسسات الدولية المختصة وفق إستراتيجية محددة، وأهداف يجب تحقيقها. الأكيد أن للدور الدبلوماسي أهمية كبيرة في التأثير الإعلامي والدبلوماسي الخارجي، وأحسب أن معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير قادر عليها، بإذن الله. مخاطر تخلف أي دولة عن القمة يجب مواجهتها بإجراءات دبلوماسية وإعلامية مكثفة؛ وإجراءات حازمة تضمن عدم ظهور قضايا مغذية للإعلام المعادي الذي سيستغلها للضغط على الدول المشاركة والتأثير على القمة. ونكمل بإذن الله.