فهد بن جليد
هذا هو موسم الحج الثالث الذي تُعيد فيه السعودية التأكيد على الترحيب بالأشقاء القطريين حجاج بيت الله الحرام والمقيمين في قطر مُنذ المقاطعة الشهيرة، ممَّن ينوون ويرغبون أداء مناسك الحج هذا العام أسوة بغيرهم من ضيوف الرحمن، بل إنَّ المملكة أطلقت عدة «روابط إلكترونية» لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها والقدوم عبر أي خطوط جوية -غير الخطوط القطرية- لأداء مناسك العمرة، ولكن الحكومة القطرية دأبت على حجب تلك الروابط عن المواطنين القطريين والمسلمين الموجودين داخل قطر، والمملكة أعادة هذا الأسبوع ترحيبها من جديد بقدوم الحجاج القطريين والمقيمين في قطر، الذين يمكنهم الوصول لمطار الملك عبدالعزيز بجدة مباشرة والتعاقد على الخدمات التي يريدونها بيسر وسهولة، وأنَّ المملكة ستسهل لهم كافة الخدمات أسوة بما يحصل عليها حجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم.
الحجاج القطريون حصلوا على ميزة خاصة أفضل من الميزة التي يحصل عليها حجاج الداخل فالفرصة متاحة أمامهم للوصول لمطار الملك عبدالعزيز بجدة حيث يتم منحهم تصريح الحجاج ويتعاقدون مع مزودي الخدمات التي يرغبونها، بينما حاج الداخل يلزمه الحصول على تصريح مسبق، وفي هذا تأكيد على تفهم المملكة لظروف الحجاج القطريين وما يعانيه الأشقاء من عقبات وعراقيل تضعها الحكومة القطرية في طريق قدومهم، ففي كل مرة كان الوفد القطري لاجتماعات التنسيق لقدوم الحجاج يغادر دون التوقيع على اتفاقية الحج أسوة بغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية، ما يعني تعمد النظام القطري حرمان شركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة، وهو ما يؤكد أنَّ تنظيم الحمدين غير مهتم أصلاً بالحاج القطري الذي ليس في قائمة أولوياته، وأنَّه يهدف لتقديم ادعاءات كاذبة ومفضوحة أمام المنظمات الدولية والمجتمع العالمي بهدف استغلالها سياسياً لتحقيق مكاسب في أزمته الخاسرة، ولكن الموقف السعودي الواضح والصريح والمرحب بكافة الأشقاء القطريين والمقيمين في قطر ممن ينوون أداء مناسك الحج والعمرة يبطل في كل مرة هذه الادعاءات الزائفة.
المملكة ترفض «تسييس الحج» أو إقحامه في مواقف وعلاقات الدول السياسية مع السعودية، هذا الموقف الثابت والواضح بات معلوماً مُنذ عشرات السنين ومع جميع -الأزمات والتقلبات السياسية -التي تمر بها المنطقة والعالم، فالسعودية في كل مرة تنجح في الحفاظ على الحج كشعيرة وعبادة تتوحد فيها كلمة المسلمين باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم وأعراقهم، فهو ليس منصة أو منبراً لرفع الشعارات والمزايدات أو المُحاسبة السياسية، وهو ما يجب أن يفهمه المسؤولون عن الحجاج القطريين، فأهلاً بالأشقاء «مُحرمين مُلبين» القلوب قبل المطارات مفتوحة لضيوف الرحمن.
وعلى دروب الخير نلتقي.