عاش الإعلام النصراوي ارتباكاً شديداً في الأيام الماضية ودخل في دوامة الاختيار وما يجب وما لا يجب لعدم وضوح المشهد في نادي النصر، فالأحداث متسارعة والإشاعات لا حد لها (كل يوم) لهم موضوع (وسالفة) ومترشح جديد مع أن الأمل كان قائماً على جحفلة الوقت الضائع من الرئيس السابق، على أي حال انتهت الأزمة على خير وتحقق لهيئة الرياضة ما تريد وتحقق للنصر شيء مما يريد، ولو تحدثنا عن المتناقضات التي مرت في المشهد الانتخابي لوجدنا أن أغلب الإعلام النصراوي مغيَّب أو يسير حسب ما يطلبه المتنافسون والدليل أن هذا الإعلام سار في اتجاه عدم انتخاب أي من المرشحين ودعم هذا التوجه بقوة دون السؤال عن تأثير هذا القرار ولا مناقشة تبعاته على مسيرة الكيان وعندما تغيَّر اتجاه البوصلة سار الإعلام في اتجاه انتخاب الأنسب من المترشحين دون أن يكون له أيضاً رأي في مثل هذا القرار! الواضح أنهم فقط يتلقون التعليمات ويبصمون عليها بالعشرة في كل وسائل التواصل، وهذا دليل واضح أنهم وضعوا أنفسهم في دائرة (الشور شورك) من غير لا حول لهم ولا قوة رغم أنه كان بإمكانهم لعب أدوار مؤثرة وفرض الأفضل لناديهم، ولكن ماذا يمكن أن نقول، فالمصالح تأتي أولاً للأسف، على أي حال تعودنا على مثل هذه المتناقضات والشطحات الإعلامية في الكثير من المواقف في فترات ومناسبات مختلفة والتي تظهر بوضوح أن (المصلحة) الشخصية شريك ثابت بين كثير من الأطراف مما جعل أكثرهم يسير باتجاه الريح أو مع الخيل يا شقرا. ومن المتناقضات التي لا تنسى موقفهم تجاه المدير التنفيذي أحمد البريكي الذي كان وجوده في وقت من الأوقات مصدر إزعاج للكثير من محبي النصر باعتباره هلالياً ودخيلاً على نادي النصر كما يزعمون حتى إن منهم من اتهمه بتسريب أخبار وخطابات النادي! من الواضح أنها (خطة محبوكة) لتشويه سمعة الرجل وتطفيشه من النادي، حالياً البريكي أسطورة إدارية وفلتة زمانه وصاحب احترافية إدارية لا مثيل لها! هذا الهلالي (المدسوس) أصبح النموذج الإداري الأروع عندما (أراد أحدهم) أيضاً أن يكون البريكي كذلك، بصراحة إعلام لا يمكن الاعتماد عليه في المهمات الصعبة ولا في الأزمات بعد أن أثبت فشله الذريع في موضوع الانتخابات التي كادت أن تعصف بالنادي دون أن يكلِّف نفسه بالسؤال عن المتسبِّب في هذه الأزمة ولا عن المستفيد ولا عن من وضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الجميع.
وقفتان
- امتدح زوران مدرب الهلال السابق النصر وأثنى عليه واعترف بأحقيته بالبطولة. وقال أيضاً إن انشغال الهلاليين بالنصر هو ما أضاع البطولة، أضحكني كثيراً هذا التصريح وقلت في نفسي حتى أنت يا زوران أصبحت خبيراً في أجواء وسطنا الإعلامي (الخفيف) في كل شيء؟! المضحك أن زوران قبل أشهر قال في النصر ما لم يقله مالك في الخمر ومع ذلك هم يتراقصون فرحاً بتصريحه ضد الهلال! هل رأيتم أكثر من هذه السذاجة؟! بصراحة زوران لم يأت بجديد، فنحن من صنع هذا الانطباع عن وسطنا الرياضي ونحن من صنع هذه السطحية. السؤال: هل وسطنا الرياضي ساذج لهذا الحد الذي يجعل كل من هبَّ ودبَّ يتلاعب به ويعزف على وتر عاطفته وميوله؟
* * * *
- على ما يبدو أن الإدارة الهلالية لا تعي معنى أن «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» ولهذا فهم ليسوا في عجلة من أمرهم في اتخاذ القرار في موضوع المحترفين ولا موضوع التوقيع مع عموري ولا (أي شيء من أي شيء) فهم كما ذكرت يمشون الهوينا وكل ما يشغلهم حالياً فلاشات الاستثمار وتوقيع العقود التجارية! نعم الجماهير الهلالية تساند إدارة الأستاذ فهد بن نافل ولكن هذا لا يعني أن شهر العسل سيطول إذا لم يكن هناك أشياء ملموسة في اتجاه التعاقدات ذات القيمة الفنية العالية. على أي حال الوقت يمضي والجماهير على صفيح ساخن وإضاعة الوقت حتماً ليست من صالح الهلال ولا إدارة الهلال ولا جمهور الهلال الذي قطعاً لن ينتظر وقوع الفأس في الرأس.
** **
- فهد المطيويع