د. عبدالرحمن الشلاش
الفكر الإخواني لا يجد قبولاً من الغالبية العظمى من شعوب منطقة الخليج العربي، بل إنه يُقابل بالرفض التام والسخرية من أفراده ومعتنقيه كفكر غريب لا يتوافق مع طبيعة شعوب تشرَّبت العقيدة الصافية المعتدلة والمتوازنة والمسالمة من منبعه الأصيل، واستثني بعض الخلايا المتفرّقة رغم خطورتها ونشاطاتها السرية.
الفكر الإخواني كما أسلفت لا يجد التعاطف الكافي لأنه نبتة مستوردة من موطن خارج الحدود، حيث يشكِّل منظِّروه مجموعة الفارين من مصر والمقيمين في الدوحة ليوجهوا أتباعهم بالمنطقة، يقوم في أساسة على منح الانتماء التام للحزب وفكره الذي يرمي لإقامة دولة الخلافة على أنقاض كل الحكومات العربية والإسلامية القائمة حالياً، وأن الوطن هو وطن الإسلام أما الأوطان الحالية فما هي إلا حفنة من التراب، ومعروف عن شعوب الخليج تميزها بلحمة قوية مع حكوماتها منطلقة من تعاليم الدين الإسلامي وفق المنهج السلفي السائد.
في مقال سابق كتبته بعنوان «دولة الإخوان في قطر» أوردت مواقف علماء الدين في المملكة العربية السعودية ورأيهم في فكر الجماعة الإخوانية المستورد من مصر، حيث تركَّز نقدهم للإخوان على عدة أمور مخلّة بالعقيدة ومنها إهمالهم للدعوة للتوحيد وتقصيرهم في محاربة البدع وعبادة القبور، وأنها جماعة حزبية تسعى لتفريق المجتمع إلى أحزاب وجماعات ومخالفتهم الصريحة لولاة الأمر، ولعلنا هنا في السعودية نلحظ مواقفهم السلبية جداً من القضايا الوطنية، وتقاعسهم الدائم وقعودهم عن إدانة أي معتد أو محرِّض على هذه البلاد، ولكن من يعرف منهجهم الضال يدرك أن قلوبهم تخفق لإخوانهم في الحزب، حيث الشراكة والمصير الواحد!
وقد كثرت تحذيرات بعض المسؤولين في دول الخليج منهم كونهم يتآمرون لقلب أنظمة الحكم بدول الخليج العربي، حيث اجتماعاتهم السرية، وخلاياهم النشطة في الظلام ومناشطهم في عدد من البلدان ومحاولاتهم للسيطرة على مراكز القوى ليكون لهم دور في التأثير على القرارات وإيقاف ما لا يعجبهم وبث الإشاعات والفجور في الخصومة في إطار أجندة طويلة المدى لا يملون ولا يكلّون سعياً دؤوباً لتحقيقها مهما كان الثمن هذه حقيقة الإخوان في الخليج.