رمضان جريدي العنزي
سلام على السعوديين سلام، من حد الشمال لحد الجنوب، ومن الشرق لحد الغرب، وما بينها من قرى وهجر، سلام على أرواحهم الطاهرة، سلام على صدقهم وموقفهم والثبات، سلام على كل سعودي يندِّد بالمواقف الخائنة الخائبة، ولا يركن للكذب الصريح، ولا للغو المبين، ولا للأصوات التي تشبه الغربان الناعقة، ولم يبدلوا تبديلا، سلام على الجنود المرابطين على الثغور في الجنوب والشمال، يحرسون العقيدة، ويحرسون الأهل، ويحرسون الوطن، ويذودون عن الحياض، سلام على كل سعودي غنى وكتب وأشاد بالوطن، سلام على كل سعودي بنى واشتغل وعمل، سلام على كل سعودي عشق تراب الوطن ولثم، سلام على كل سعودي نبذ المألبين في العلن، سلام على كل سعودي سد أنفه لكي لا يشم من الفاتنين العفن، سلام على كل سعودي صار صلداً في وجه الرياح البغيضة، سلام على كل سعودي أعطى بريق عينيه ليضيء بهما سماء الوطن، سلام على كل سعودي حرث الأرض وزرع فيها بذور السنابل، لتكون السنابل سنابل، والحقول حقول، والمدارج مدارج، سلام على كل سعودي نافح واجتهد، سلام على كل سعودي ارتجف ضد أتون الغواية، سلام على كل سعودي حوَّل دمه حبراً وكتب، سلام على كل سعودي وضع يده على البندقية اتكى وارتكى، ليصد الشرور عن حدود الوطن، سلام على كل سعودي حوّل كفيه حرائقَ باتجاه وجه الغريب، ووجه الشريد، ووجه المرتزق، سلام على كل سعودي عزف سمفونية الفرح، وراقص القلب على مسارح الأمل، سلام على كل سعودي نقش الحب على الجدار، وعانق السلام، سلام على كل سعودي تنفست رئتاه هواء الوطن، شهيقًا زفيرًا وعزفاً منفرداً، سلام على كل سعودي ترنَّم بالكلام الجميل، غنَّى وحَدَا وعَرضَ، سلام على كل سعودي انتفض ضد كل من يريد منا اختلاس الضياء، سلام على كل سعودي على الباطل انتصر، وقهر كل من حاول خداع العقل والبصر، سلام على كل سعودي يقرأ ما بين السطور، وما خلف السطور، ويعرف علامات التعجب والاستفهام، وعلامات الكدر، سلام على كل سعودي أَوقَدَ الضوء وحضر، وأخرج الثعابين من جحرها وركل، سلام على كل سعودي أخرج عصاه القديمة وأخذ يهش بها على الحاقدين القساة، ونطق في وجه الجناة بغضب، سلام على كل سعودي توكأ على مجده وصاح، ونادى على الفلاح، وحول العرجون القديم بعزمه لنخله بها تمر، والماء المالح إلى قراح، سلام على كل سعودي تناسل على الأعداء حجرًا حجرًا، وسهمًا سهمًا، ورصاصًا رصاصا، هو السعودي يبطئ من يحاول أن يكون مثله،ه قلب ذئب، وزئير أسد.