محمد المنيف
لا يمكن للباحث أو المتابع والراصد لمسيرة الفن التشكيلي إلا أن يتذكر ويذكِّر الأجيال بما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وما له من دور في انطلاقة الفن السعودي المعاصر منافسًا به على المستوى المحلي والخليجي والعربي منذ أن أُنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1394هـ، وتسلم سموه زمام قيادتها لكل ما يتعلق بالشباب رياضة وأدبًا وفنونًا بكل تنوعاتها، وهي تتطور وتنافس على مختلف المستويات، ومن بينها الفنون التشكيلية التي وُلدت من رحم الثقافة الوطنية التي جعل لها سموه مساحة كبيرة من الدعم والاهتمام المادي والمعنوي بكل السبل وصولاً إلى حضوره الشخصي، وافتتاحه المعارض، وتقديم الجوائز للفائزين في المسابقات التشكيلية مع ما يوجِّه به سموه من استحداث كل جديد دعمًا للفنون التشكيلية السعودية والخليجية والعربية؛ فأصبح سموه بهذا الدعم صاحب المبادرة الأولى في إطلاق الفنون التشكيلية السعودية التي يجني الوطن ثمارها اليوم.
وتم خلال نشأة هذا الفن ومسيرته في الرئاسة، وبما حظي به من اهتمام الأمير فيصل وتوجيهاته، انطلاق مسابقة السعفة الذهبية على مستوى الخليج، ومعرض فناني مجلس التعاون، إضافة إلى بقية البرامج والمعارض والمسابقات، منها معرض المراسم الذي كان خاصًّا بمراسم الأندية في كل مدن المملكة التي يوجد بها أندية، سواء صغيرة أو كبيرة، كما أعدت مسابقات لتشجيع الفنانين، منها مسابقات معرض المقتنيات، ومعرض الفن السعودي المعاصر، وغيرها الكثير، مع ما قامت به الرئاسة بتوجيه من سموه باستضافة المعارض العربية، ومن دول عالمية، مع ما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب من إقامة المعارض التشكيلية بالتبادل مع مختلف الدول الشقيقة العربية والعالمية التي أثرت بها الساحة المحلية، وقربت التجارب العالمية للفنانين المحليين وللجمهور المحلي في زمن لم يكن متاحًا فيه الاطلاع على أعمال الفنون والتجارب الأخرى كما نراه اليوم، مع أهمية الاطلاع على الأعمال الأصل.
إن الحديث عن إنجازات الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- لا تكفي لها أسطر أو صفحات، بل بتوثيق في كتاب شامل؛ فالمسيرة التشكيلية في عهده -رحمه الله- ليست قصيرة، ونتاجها ليس بالقليل.