رمضان جريدي العنزي
كلنا يعلم بأن للسفارة دورًا مهمًّا في رعاية مصالح المواطنين وتسهيل أعمالهم وحماية حقوقهم ومتابعة شؤونهم في الدولة المضيفة، بل هي بيت كل مواطن مغترب، كذلك لها دور دبلوماسي بروتوكولي يؤطر المواقف السياسية وشرحها للدولة المضيفة، وتقريب وجهات النظر، وتضييق جوانب الخلاف إن وجد، إن السفارة الناجحة هي السفارة النشيطة في كل المجالات، ولا يتوقف نشاطها عن عمل معين فقط ثم الركود، إن المجال الإعلامي أصبح من مهام النجاح لإيصال الرسالة والهدف، وعلى سفاراتنا الاهتمام الكلي بهذا المجال، لتسويق اقتصادنا وثقافتنا وسياحتنا وتطلعاتنا ورؤانا، وأن تكثف المنشورات والرسائل الإيضاحية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للمستثمر والسائح والزائر، ليكون على اطلاع بين وواضح عن وضعنا وقوانيننا وتاريحنا وجغرافيتنا وتراثنا، إن السفارة هي مصدر المعلومات في البلد المضيف، وطاقم السفارة النشط هو الذي يعرف كيف يوصل الرسالة، وكيف يحصل على المعلومة التي يريد، ولكل سفير طريقته وأسلوبه ومقدرته في هذا المجال، إن السفير النشط هو الذي لا ينام، وكذلك طاقمه لا ينام، لأن مهمته جليلة، وعمله جليل، فالسفير الفاعل هو الذي يتحرك وطاقمه بفاعلية مطلقة ونشاط، ويمورون مورًا، من أجل الوطن وولاة الأمر والشعب.
إن على سفاراتنا تفعيل الدور الإعلامي بشكل كبير وكثيف، إيضاحًا وتبيانًا لدور المملكة الهام والمهم عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، ودفاعًا عنها ضد الهجمات العدائية المتنوعة والممنهجة ذات الأجندات والأبواق المأجورة التي تستهدف كياننا وأمننا ومعتقداتنا ومقدساتنا وطريقة حياتنا، إن الإعلام لم يعد مقتصرًا على وزارة الإعلام فقط، فالكل مطالب بأن يكون إعلاميًّا وطنيًّا متزنًا وصاحب رؤية وفكر وعطاء، وكذلك السفارات على وجه الخصوص عليها توظيف كامل جهدها وطاقمها من أجل الإيضاح والدفاع والتفنيد، ضد كل من يحاول تشويهنا وإسقاطنا والتلويح لنا بالشر، وإفشال كل مخططات الخبث الإعلامية التي لا تريد لنا الخير والسؤدد، إن السوشيال ميديا بكل تنوعاتها أصبحت -للأسف- أكثر تأثيرًا، وأصبح الإنسان غير المؤهل رقمًا في المعادلة الإعلامية، حيث يمكنه أن يمارس التضخيم والتهويل أو التقليل والتهوين، ويستخدم سلاح السخرية للتشكيك والتأويل والتهويل، ويقوم بالمشاركة في صناعة اليأس والإحباط والأسى، لذا على سفاراتنا الموقرة، وسفرائنا الكرام، أن يستخدموا هذا السلاح الإعلامي الجديد بالطريقة الذكية إيضاحًا وشرحًا وتعريفًا ودفاعًا وتفنيدًا، إن على سفاراتنا كلها أن تكون يقظة وحذرة وجاهزة ولا تنام إلا بنصف عين، وأحسبها كذلك، ولتعلم أن مهماتها ليست في خدمة المواطن فحسب، بل أيضًا في صد الهجمات اللعينة البغيضة التي تزدرينا وتريد النيل منا، إن على عاتقها تقع المسؤولية، ضد الحملات المنظمة التي تستهدفنا وتقصد زعزعة استقرارنا وإضعاف دورنا المحوري الذي يزداد يومًا بعد يوم والتصدي لمحاولات مسخ هويتنا وعقيدتنا الإسلامية الوسطية السمحاء، إن على سفاراتنا توعية شعوب الدول المضيفة لكافة الأمور وشرحها لهم بالطرق الذكية المناسبة، إن هذا الأمر يعد مطلبا وطنيًّا يجب العمل به، وفي الأخير نفيد بأننا نعتز ونفاخر ونرفع رؤوسنا بسفاراتنا وسفرائنا، ونقدر كل الأعمال الجليلة التي يقومون بها لنا ولغيرنا، ولهذا نطلب منهم مزيدًا من الدور الإعلامي الكثيف والنشاط الكلي في هذا المجال دفاعًا عن هذا الكيان الكبير والوحدة النادرة، الذي صنعها لنا الملك المؤسس عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، حتى أصبحنا على ما نحن عليه من نعمة وأمن، واستقرار وأمان، واندماج وتصاهر قبلي وعائلي وإقليمي أخّاذ لا مثيل له ولا شبيه في عصرنا الحاضر.