عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أقولها بكل وضوح وشفافية، أنا لست متفائلاً لاستمرار التميز لبطل آخر دوري فريق النصر ولا لوصيفه فريق الهلال، فعلى الرغم من قصر مدة استلام إدارتي النادي زمام الأمور، إلا أن ليالي الصيف واضحة من بدايتها، فإدارة الهلال التي وعدت وقطعت على نفسها عهدا أن تحاول تلافي أخطاء الإدارات السابقة، وأن يكون العمل أكثر احترافية ومبني على رؤية مستقبلية وخطط مدروسة، هاهي تلاحق لاعباً مصاباً من دولة لدولة ومن مدينة إلى مدينة وكأن معه رأس غليس الذي سيجلب البطولات ويرسم أمل المستقبل، ناهيك عن عدم الاستغناء عن بعض الأسماء المستهلكة التي لم تعد تصنع الفارق أو تصنع التميز والإنجازات.
وما لفت انتباهي أكثر حول عمل الإدارة الهلالية هو الانسياق والسير خلف ما يطرحه الجمهور والذي دائما ما يصدر قراراته حسب العاطفة والأهواء، وأي إدارة لا تقود المدرج بل العكس فبالتأكيد مصيرها الفشل والرحيل، وهذا ما أتوقعه لإدارة الهلال الحالية. وفي نفس السياق وليس ببعيد ينطبق على إدارة الجار اللدود وبطل كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فأن تكون الإدارة جميعها جديدة على العمل الرياضي سواء إداريا أو تنظيميا أو فنيا ومعظمهم إن لم يكن جميعهم يفتقرون إلى عامل الخبرة والممارسة في العمل الرياضي وداخل دهاليز الأندية ومنظومتها، وقد يكون استمرار عزوف بعض اللاعبين عن الانضمام للمعسكر الخارجي حتى الآن رغم انطلاقه من الأسبوع الماضي أول اختبار للإدارة الحديثة وإمكانية التغلب على المشكلة من بعض اللاعبين المحترفين الأجانب، إضافة إلى وهذا الأهم والأكثر أهمية حول استمرار واحتواء الراعي الرسمي للنادي (طيران الاتحاد الإماراتي) والذي يعتبر المصدر الرئيسي لصرف وتسيير أمور النادي مادياً، وما لفت انتباهي ورغم موافقة الجهة الرسمية على إدارة النادي وقبول أعضائها إلا انه وحتى كتابة هذا المقال لم يتم تعيين رئيس تنفيذي للنادي ولا نائب للرئيس ولا صورة واضحة لما سيكون عليه أداء العمل الإداري للنادي وإدارته الجديدة، فالقول والإعلان فقط أن العمل سيستمر على نهج الإدارة السابقة هو تصريح غير موفق، وفيه محاولة لاستغفال المدرج الأصفر فلا يمكن السير على خطوات الإدارة السابقة، فالأفكار تختلف والأشخاص مختلفون والكرزما والنظرة مختلفتان، فلا يمكن لأحد أن يكون نفس الشخص الآخر.. كل ما أتمناه أن تبتعد الإدارة الحالية عن استخدام الأسلوب المخدر وضرب إبر البنج المؤقتة للمدرج النصراوي وعشاق العالمي، فهذه سياسة قديمة اندثرت وتعتبر من الماضي البعيد ولا يمكن لها أن تعود في ظل وجود مواقع التواصل ووسائل التقنية الحديثة، فالعالم اليوم أصبح بكامله قرية صغيرة والمعلومة من الشرق إلى الغرب تصل في ثوانٍ معدودة والعكس صحيح، فالسياسات لا تتشابه وكل إدارة وأسلوبها وإمكانيات رجالها وثقافتهم الرياضية والعامة والتي تجد القبول والتعامل مع الجميع، ولكن وعطفا على مشهد الإدارتين لقطبي العاصمة أتوقع عدم استمرارهما طويلا ولكن مَن سيحدث له هزة أولاً ويغادر المشهد سريعا.. الله وحدة اعلم.
نقاط للتأمل
- إذا كانت الأخبار صحيحة حول الوعود التي أطلقتها إدارة النصر السابقة لأحد اللاعبين أو بعضهم حول زيادة مبلغ العقد، فأتصور أنها أخطأت وقد تسبب حرجاً للإدارة الحالية، فالعقد شريعة المتعاقدين وما توقيع اللاعب على مدة العقد وبنوده من الأساس إلا برضاه وموافقته، فلماذا الوعود والزيادة وفي الأخير خراب مالطا واللاعب بعيد في انتظار ما سبق أن وعد به.
- بصراحة أستغرب من إدارة نادي الهلال والهلاليين بصفة عامة الهرولة ومحاولة استرضاء اللاعب البيروفي كاريلو، فهو ليس بتلك القيمة الفنية العالية التي تجعل الهلال يبقي الأمل على شراء عقده، والغريب أن مدير أعمال اللاعب استغل رغبة الهلاليين وأصبح كل يوم يعلن عن عرض جديد للاعب وان ما خاب ظني أن ما أحد يبيه، فهو لاعب عادي مجتهد ولكن شرس يحرج فريقه بالكروت الملونة ودائما مصاب، ولكم في موسم إعارته الأخيرة عبرة إن كنتم تدركون.
- رحل آدم التعاون للنصر ولحق به كامارا للاتحاد وبقي الشهري الخيار الوحيد أمام الإدارة الهلالية، فالمهاجم المحلي مطلب لأي فريق لديه مشاركة آسيوية نظرا للعدد القليل المسموح به من اللاعبين الأجانب المحترفين، فهل يتدارك الهلاليون الوضع ويكسبون الشهري أو الصيعري فكلاهما مهاجم ذو إمكانيات وحس تهديفي جيد.
- إذا كنت غير متفائل في استمرار وتميز إدارتي قطبي العاصمة النصر والهلال، فإن الأمر ينطبق تماما على إدارة نادي الاتحاد والتي كانت أول أخطائها الجسيمة التنازل على لاعب لموسمين مجاناً لصالح فريق تركي، ناهيك عن الاندفاع في تقديم الهدايا المبالغ فيها للاعب للتو انتقل للفريق، وهذا دليل على ضعف الخبرة وقصور النظرة فيما يترتب على بعض الخطوات والتي غالبا ما تحدث شرخا وتفرقة بين اللاعبين والبيت الواحد وانتظروا فالأيام كفيلة بما سيحدث.
خاتمة
لست أنا من أواجه زماني بالانحناء ولا أنا من يخدع الأحبة ويخون الأصدقاء.
ولا أنا ملاك بلا أخطاء. ولا مغرور ولكن ثقتي تطغي على شخصيتي روح الكبرياء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.