فاتحة أولى: في أبجدية الغَمَرات:
أهُـمُّ بـشــيءٍ والــليــــالــي كــأنـهــا
تُـطــــارِدُنــي عــن كَــونِــهِ وأُطــــارِدُ
وحيدٌ مِن الخِلاَّنِ في كلِّ بلْدةٍ
إذا عظُمَ المطلوبُ قلَّ المساعِدُ
وتُسعِــدُني في غَمْـرةٍ بعد غَمْـرةٍ
سَبُـوحٌ لها مِنها عليها شـواهِـدُ
(أبو الطيب: عواذِلُ ذاتِ الخال)
* * *
فاتحة ثانية: حوار مع عُكّاز الحُلُم:
أولاً: لا جُناحَ أن عَثَر الحُلْمُ
فقد شاخَ في زمانِ الإياسِ
بيـن عُكّــازِهِ وبـينـكَ مِيعـــادُ
انـكسـارٍ وليس عـنـدكَ آسـي
ثانياً: لا مكـانَ للأُغنيـاتِ الخـُـضْرِ فالحقْـلُ مُولَعٌ باليَباسِ
فأعِدْها إلى ضريحِ سُكوتٍ ذاهلاتٍ به وصايا النِّطاسي
(الغَمَرات: وصايا المارد)
* * *
فاتحة ثالثة: ولا عزاء للحالِمِين:
اطْوِ الخريطةَ أخشى أن تنِزَّ دما
وسوف أطْوي على آثارها الحُلُما
لا حُلْـمَ إنَّ خَفيـرَ الليـلِ مُحتـرِفٌ
قنْصاً، إذا شمَّ رِيحَ الحالِمِين رمى
أبناءُ قـابيلَ ما الْتمُّــوا على أَمَـلٍ
إلاَّ تضوَّر في أيدِيهمُ ألما
(الغَمَرات: مُنازَعات الحب والدم)
* * *
فاتحة رابعة: عُزوف:
ومـاذا يبتغــي الـجُـلَسـاءُ مِنّي
أرادوا منـطـقـي، وأردتُ صمتي
ويُوجَد بيـنـنـا أمَـدٌ قصِـيٌّ فأمُّـوا سَـمْتهم، وأمـمْتُ سَـمْتي
أبو العلاء
* * *
فاتحة خامسة: الأنا المفقودة:
أنا هاربٌ مِنّي إلـيَّ، مـراحـلـي
تذوي، وأثقالُ الحياةِ رِفاقي
وبعثـرني الـذهـولُ فلمْ أجـدْنــي
وذوّبنـي الـحنـيـنُ فمـا رُئـيـتُ
أيـن السـبـيـلُ إلــيَّ ؟ مـا فـتِــئـتْ
نفسي تجـولُ بنبْضِهـا الخـرِبِ
أأنـا أم سِـوايَ ذاك الـمُـعـنـَّى
بالتـشـابِـيـهِ واجْـتِـرارِ البـديـعِ
أيـنَ في هذه الـقصيـدةِ نـفْسـي؟
حِرتُ ما بين ضائعٍ ومُضِيعِ
مَن أنتَ؟ صوتٌ يضْمحِلُّ صليلُهُ
حيناً، ويرجِعُ ثائراً صخَّابا
مَن أنتَ؟ يـلحقني ويـحثـو نبـرَهُ
وَجَعاً، فينبعثُ الشَّتاتُ غُرابا
(الغَمَرات)
* * *
فاتحة سادسة: تلعثُم الفصيح وارتباك الحليم:
وصحونا، لا.. ما صحونا ! أيصحو
وَتَـرٌ مُـتْـرَفُ الـغَـوى صدَّاحُ ؟
إنه (...) هل فهِمـتَ؟ فخـرُ المعـانـي
أنهـا لا تُـقـاسُ بـالأشـبـارِ
وقـد نـكـرِّر يـومـاً ضـوءَنـا وعـسـى
أن نلتقي مِثلَ لُقْيانا التي... وكفى
سـأصـيـرُ هـذا الـيـومَ دَوحـاً وارِفـاً
لكـنْ أخـافُ حمــاقةَ الحطَّــابِ
فـإذنْ سـأغـدو طـائــراً.. لـكـنـنـي
أخـشى حِـبـالـةَ صـائـدٍ جَـوَّابِ
لِمَ لا أصيـرُ إذنْ مكـانـاً شـارِداً
فَبِمَ اعتذاري إنْ حضنتُ ذِئابي؟
(الغَمَرات)
* * *
فاتحة سابعة: في انتظار ما لا يجيء:
أيُّها السـاقي إليـكَ المشْـتَـكَـى قد دعـونـاكَ.. وإنْ لم تسمعِ
ابن زُهْر الأندلسي
* * *
خاتمة أولى: في عبث المقال:
ها قد شرعنا في الختام.. فأين ذهب متن الكلام ؟
* * *
خاتمة ثانية: سراب المعنى:
« فهل رأيتَ قولاً كلّما بانَ.. غمُض؟ « .
أبو حيان التوحيدي
* * *
خاتمة ثالثة: كمائنُ الطريق:
وعلـى الـطــريـقِ كـمـائـنٌ مـجنــونـةٌ
نـثـَرتْ فُـتـاتَ الأمْـن للـطُّـرَّاقِ
مِن أينَ أرجِـعُ ؟ والصُّـوَى انتحبتْ
وعلى الدروبِ كمائنُ الحِقَبِ
كـأنّـك لـي بـهـذا الـيـومِ تُــنـعَــى
فـتـصطــفُّ الـكـمـائــنُ لانتِهـابـي
(الغَمَرات)
* * *
خاتمة رابعة: الرجوع المستحيل إلى أولِ الدرب:
سَـفَـري إلـى نـفْسـي طـويــلٌ كُـلَّـمـا
قِسْتُ المسـافةَ قيلَ: بـاقٍ باقي
فهل الرجوعُ هو الخـلاصُ؟ تسـاؤلٌ
وهْمٌ، وكم في الوهْمِ مِن تِرياقِ
مِن أينَ أرجِـعُ ؟ والصُّـوَى انتحبتْ
وعلى الدروبِ كمائنُ الحِقَبِ
قال الطـريقُ: نعـود؟ قلتُ: ضـلالةٌ
ألاَّ نعـودَ، فصُـغْ شِـتـاءَ رحـيـلـي
عـادَ بـعـد الـهـيـامِ فـي كـلِّ فَــجٍّ
يخـْـبأُ الغَـمَّ في حـنـايــا الضُّـلـوعِ
ودعـا سـاعـةَ الـرجـوعِ ولـكـنْ
نسِـيَ الـنـايُ أُغنيـاتِ الـرُّجـوعِ
(الغَمَرات)
* * *
خاتمة خامسة: في أجنحة الروح:
« إذا لم تجد البحر، فانظر إلى باطنِ كفّيك « .
أوجين غيوفيك
* * *
خاتمة سادسة: حدائق العِرفان:
مـا خُـلِـقْـنـا إلاّ لـوجْـدٍ رحـيـبٍ
فـإلامَ اخـتـمارُنـا في الـتكــايا
الظامِئونَ على الكؤوسِ تجمْهروا
وأنا أُكسِّر ما يمدُّ الساقي
فمتـى أُصـفِّـي الـروحَ مِن أدرانِـهـا
حتى أُطيِّبَ للفناءِ مذاقي؟
الحُـلْمُ عندهمُ (طريقةْ) ورُعاشهم فيه سليقـةْ
مُتـصـوِّفٌ لهمُ الزمـانُ يُـذيـبُ في دمِـهِمْ شهـيقَـهْ
ولديهمُ عَسَلُ الضُّحى وغزالةُ المعنى الطليقةْ
أعطَــوهُ سُـكَّـرةَ الـصبـاحِ وذوَّبــوا عِـنَـبَ الحـقـيـقـةْ
(الغَمَرات)
* * *
خاتمة سابعة: الملاذ الأخير.. الغناء المُكابِر:
أجـلْ، أدلِّـلُ أوتــاري بأُغـنيـةٍ بعضُ الغِـنـاءِ دواءٌ أيُّـهـا الجـزَعُ
(المثْنويات)