د.عبدالعزيز الجار الله
قال وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة في افتتاح الدورة العادية الخمسين لمجلس وزراء العرب بالقاهرة: إن الوضع الراهن يتطلب منا أن يكون إعلامنا العربي متيقظا وواعيا للمخاطر المحدقة بالعالم العربي. وأشار معاليه إلى الإستراتيجية الإعلامية العربية.
وفِي الواقع أن أمام وزير الإعلام السعودي ووزراء العالم العربي مسؤوليات ومتطلبات عديدة وجديدة تختلف تماماً عن قضايا وشؤون الإعلام التقليد من خلال واقعين هما:
- التطور التقني الذي عزز الإعلام الرقمي وأبعد أو ربما حيد الإعلام التقليدي، وأحدث تغييرا في الوسيلة الإعلامية، وفِي مضمون المحتوى الذي صار إعلاما شخصيا، ولغير المتخصصين من خلال التواصل الاجتماعي، والإنترنت المفتوح والمتاح للجميع.
- الثورات العربية عام 2010م التي فككت الدول العربية وعملت على ضعف الحكومات، نتج عنها قلة الدعم المادي والصرف على وسائل الإعلام، مما حولت الإعلام الرسمي والمؤسسات شبه الحكومية إلى إعلام نمطي وتقليدي غير جاذب لشريحة كبيرة من المجتمع الذي تحول إلى الرقمي، وحدد متابعاته عبر أجهزة الجوال، كما تشكلت ثقافة إعلام الجوال.
لذا أمام وزراء العرب ووزارة الإعلام السعودي متسع من الخيارات في الانتقال السريع إلى الإعلام الرقمي والاستفادة من الإعلام النمطي وتقديم الخدمتين، فالخيارات متوفرة حاليا، لكن مستقبلا ستضيق الخيارات، في فشل المحطات التلفزيونية وإغلاق المؤسسات الصحفية ومكاتب الإعلام والعلاقات العامة، حينها يستفرد الخصوم في ساحة الإعلام، كما أن المرحلة القادمة ستكون أكثر سخونة في معالجات الثورات العربية وما نتج عنها.
يتطلب العمل السريع والمكثف من الحكومات العربية لامتلاك زمام المبادرة من خلال الصرف على الإعلام الرقمي حتى تقوى خطوط إنتاجه.