حمّاد السالمي
ظهر (حسن نصر الله)، رئيس مليشيات (حزب الله) الإيراني قبل عدة أيام؛ في مقابلة متلفزة، وهو يتحدث نيابة عن المرشد الإيراني (خامنئي)، ويبعث برسائل مملاة عليه من حكومة الملالي في طهران. أقل ما يقال عن هذا الظهور بالنيابة عن ملالي إيران؛ أنه ظهور مهين.. بل في غاية المهانة. ليس في حق (حسن نصر الله)؛ ومن لف لفه من قيادات حزبية فقط؛ ذلك أنه مهين مهان منذ أن ارتضى أن يكون أداة للملالي ضد الأوطان العربية. ولكنه مهين بكل ما تعنيه الكلمة؛ في حق العرب بشكل عام في شتى أقطارهم، ومهين إلى درجة العمالة والتبعية وبشكل خاص؛ لدولة لبنان العربية، وحكومتها وشعبها العربي، بكل أطيافه الدينية والسياسية. بمسيحييه ومسلميه قاطبة. هذا ما يتردد- بكل تأسف وتحسر- بين أولئك العرب الذين عرفوا لبنان أيام استقلاله وتحرره من التبعيات التي بدأت مع جيوش حافظ الأسد في السبعينيات والثمانينيات الميلادية من القرن الفارط، وانتهت بتبعية حزبية مذهبية استعمارية فارسية؛ لعاصمة عربية كانت توصف بأنها باريس الشرق. كانت بيروت ملهمة للإبداع والسلام، ومصدرة للمعرفة والثقافة، فتحولت على أيدي نصر الله وزمرته، إلى عاصمة تصدر الإرهاب، وتدير أدواته في عدة بلدان عربية، إرضاءً لأسيادهم الفرس في طهران.
* لا خامنئي ولا روحاني ولا ظريف الظريف؛ وجد طريقة سهلة لرسائل التحذير والتهديد الموجهة لدول الخليج العربية وأميركا وأوروبا والعالم؛ إلا بوقهم وذنبهم العربي (حسن نصر الله) في بيروت. بعد أن ضُيق عليهم الخناق، وحشروا في زاوية المقاطعة الاقتصادية والسياسية والإعلامية. نصر الله جاهز دائمًا.. دائمًا جاهز نصر الله.. للتحدث باسم طهران من بيروت، ولتنفيذ مخططاتها في لبنان وسورية والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن والكويت والبحرين، وكل دولة عربية باستثناء حليفتهم قطر.. وما أدراك ما قطر. حتى لو تنطلق منها الطائرات الأميركية لضرب إيران، ويتحرك من قاعدة العديد الأميركية على أرضها عشرات ألوف الجنود الأميركيين؛ لتنفيذ مهام ضد إيران.. سوف تظل الدوحة حليفة لطهران؛ ما دامت تتآمر معها ضد المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وضد كل قطر عربي خارج محور الشر في المنطقة، الذي يضم (إيران وتركيا وقطر).
* لنتذكر أن حسن نصر الله؛ ليس هو الذنَب العربي الوحيد للفرس على الخارطة العربية. هناك أذناب عربية كثيرة، ارتضت هذه الأدوار المهينة ضد بلدانها ومجتمعاتها، وهي تلعب على المكشوف، سواء في لبنان؛ أو في سورية والعراق واليمن. نصر الله يعترف ويكرر أنه يمثل إيران، وأنه يتلقى الدعم المالي منها، ومع ذلك؛ يجد حزبه الطريق ممهدة للمشاركة في الحكومة اللبنانية، جنبًا إلى جنب مع آخرين يؤثرون الصمت حتى اليوم. حكم الملالي الدكتاتوري في إيران هو الآخر؛ يفصح عن إنجازات حققها لصالحه في هذه الأقطار العربية، ويفخر على ألسنة مسئوليه؛ أنه هو الذي أنهى صدام حسين، وأنه يحتل أربع عواصم عربية هي: بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. العرب في هذه البلدان العربية؛ ساكتون على طريقة: (سكوت البنت علامة الرضى)..!
* هناك أكثر من مسئول كبير في طهران يتبجح بإذلال العرب وإهانتهم في عواصمهم. هذا وزير الدفاع الإيراني السابق اللواء حسين دهقان يقول: إن إيران هي التي قتلت صدام حسين..! وأن: (العراق بعد 2003م أصبح جزءًا من الإمبراطورية الفارسية، ولن يعود إلى عروبته، وعلى العرب الذين يعيشون فيه؛ أن يغادروا إلى صحرائهم القاحلة التي جاءوا منها)..! يضيف: (لدينا في العراق قوة الحشد الشعبي الشيعي، ستسكت أي صوت يميل إلى جعل العراق يدور حول ما يسمى بمحيطه العربي.. العراق عاد إلى محيطه الطبيعي الفارسي)..! وقال نصًا- على نهج حكومته في التهديد والتحذير والوعيد- موجهًا كلامه للحكام العرب في مراسم إحياء (ذكرى معارك ديزفول) قال: (إن مصير صدام هو أبرز مصير ومثال لهم، وعلى حكام الخليج العرب تذكر مصيره. كان صدام غارقًا في الأحلام، لكن في النهاية أيقظناه من أحلامه ثم قتلناه)..!
* هل هناك بقية من الذل والإهانة التي يمنى بها العربي اليوم في عقر داره، وعلى أيدي البعض من قومه عملاء وأذناب الفرس..؟
* هل هناك من يسمع لقولنا لو قلنا لمن لديه حمية ونخوة من إخوتنا العرب في لبنان وسورية والعراق واليمن وغيرها: استيقظوا يا عرب. انتبهوا يا عرب. الطوفان الفارسي يجتاح أوطانكم، وأنتم ساكتون لا صامدون ولا معارضون..؟! استيقظوا قبل أن يأتي يوم ترددون فيه قول الشاعر الكبير (حافظ إبراهيم) من قصيدته العمرية العصماء:
واهًا على دولة بالأمس قد ملأت
جوانب الشرق رغدًا في أياديها
كم ظللتها وحاطتها بأجنحة
عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها
ومن صميم التقى ريشت خوافيها
والله ما غالها قدما و كاد لها
واجتث دوحتها إلا مواليها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت
لما نعاها على الأيام ناعيها
يا ليتهم سمعوا ما قاله عمر
والروح قد بلغت منه تراقيها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم
مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها