سعد الدوسري
حينما نتابع القرارات الرسمية ذات العلاقة بتغيير البنية الإدارية للمؤسسات الحكومية أو الأهلية نجدها تتسم بالطموح الشديد جدًّا؛ لكي تتلاءم مع الإرادة السياسية الراغبة في اللحاق بالركب العالمي، بل تصدره. فالذي فات من زمن التغييب جعلنا في موقع لا يليق بنا، وبمقدراتنا البشرية والاقتصادية، وذهبت كل الرياح الماضية لمصلحة فكر انتهازي، لا يضع اعتبارًا إلا لنفسه. وها نحن نعود لننافس بشبابنا وشاباتنا كل التجارب التنموية حولنا.
ما يشغلنا الآن أن هناك مَن لا يزال يعيش لنفسه ولمصالحه، غير مدرك لما نحن فيه من تحديات مفصلية. هؤلاء لا نزال نراهم في بعض المؤسسات الحكومية، ونشعر بأنهم لا ينتمون للمرحلة التغييرية الصارمة لبلادنا. وكم نأمل أن تكون هناك آلية دقيقة جدًّا لتقييم مخرجاتهم بناء على مواقعهم، وعلى ما يتقاضونه من رواتب. هذه الآلية ستجبر الكثيرين -بلا شك- على المغادرة؛ لأنهم لا يملكون ما يواكبون به التحدي.