سليمان الجعيلان
صحيح أن الأمير الوليد بن طلال هو رجل المال والاستثمار، ولكن هو في الوقت نفسه عاشق ومحب لنادي الهلال. وصحيح أن الأمير الوليد بن طلال لم يتسلم منصبًا رسميًّا في إدارات نادي الهلال طوال تاريخه إلا أنه في الوقت نفسه يعتبره جمهور الهلال من أهم رموز نادي الهلال. وصحيح أن الأمير الوليد بن طلال هو من أثرياء العالم، ولكن في الوقت نفسه هو لا يمكن أن يقبل أن يُستغل اسمه وثراؤه لابتزاز واستنزاف خزانة نادي الهلال. وصحيح أن الأمير الوليد بن طلال مشغول طوال وقته بإدارة مشاريعه واستثماراته إلا أنه في الوقت نفسه له مواقف ووقفات كبيرة وكثيرة ماليًّا ومعنويًّا مع الهلال. وصحيح أن الأمير الوليد بن طلال يمتلك الخبرة والمعرفة في الإدارة الاقتصادية والاستثمارية ولكن في الوقت نفسه هو يفتقد التجربة والممارسة في التعامل مع عشوائية الإدارة الرياضية. وهذه المعاناة في مواجهة القرارات الارتجالية في الإدارة الرياضية لا يجدها ويعاني منها رجل منظم ومرتب في الإدارة المالية مثل الأمير الوليد بن طلال، وإنما يواجهها ويدفع ثمنها كل الإداريين المنظمين والمحترفين العاملين في الأندية السعودية الذين وجدوا أنفسهم فجأة مطالبين بدفع مبالغ مالية، ربما يكون بعضها مبالغ خيالية؛ ليتخلصوا من بعض اللاعبين المحترفين، سواء الأجانب أو المحليين، بسبب قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم المفاجئ لإدارات الأندية إلغاء بند لاعب الاستثمار الذي تم إقراره في السنوات الماضية بحجة التقليل من خسائر الأندية المالية من التعاقدات والصفقات الداخلية والأجنبية!!.. وأيضًا هذه المعاناة في التعامل مع توجهات المؤسسة الرياضية في إجراء تعديلات وتنظيمات جديدة على اللائحة الأساسية للأندية، وتأخير وتأجيل الجمعيات العمومية للأندية، لم يتردد أو يرتبك معها الأمير الوليد بن طلال وحده، وإنما حيرت وشوشت على ترتيبات الكثير من الإدارات، وعلى رأسها نادي الهلال الذي لما أراد الأمير الوليد بن طلال أن يدفعه للاستقرار الإداري والمالي والفني وجد نفسه وناديه أمام تركة ثقيلة من الملفات العالقة والتعاقدات الفاشلة والمستحقات المتراكمة، ويفترض عليه أن يتخلص من تبعاتها، ويجد حلولاً سريعة لها، وفي فترة قصيرة!!.. وعمومًا ربما لاحظ الكثير أنني لم أتطرق في الأسطر السابقة لاسم رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل؛ والسبب بكل بساطة أن الجميع يعلم أن من دفع بالأستاذ فهد بن نفل ليكون رئيسًا لنادي الهلال هي أصوات الأمير الوليد بن طلال في انتخابات الجمعية العمومية للترشح لرئاسة نادي الهلال؛ لذلك نجاح أو إخفاق إدارة نادي الهلال إداريًّا أو ماليًّا أو فنيًّا من مسؤولية الأمير الوليد بن طلال أمام الجمهور والإعلام، وكل ما أرجوه وأتمناه ألا تتشوه سيرة ومسيرة الأمير الوليد بن طلال الرائعة مع الهلال بعدم توفير سبل ووسائل النجاح لإدارة الأستاذ فهد بن نافل التي تحتاج للمزيد من النصائح والتوجيهات، خاصة في البدايات، وتحديد الأولويات في التعامل مع بعض الملفات الإدارية والفنية، ولاسيما أن فريق الهلال تنتظره استحقاقات ومنافسات قوية آسيوية ومحلية، ومن الظلم والإجحاف بحق نادي الهلال وكبير الكبار أن يكون ضحية لأخطاء البداية وضعف الخبرة!!
نقاط سريعة
** أظهرت قرعة تصفيات آسيا لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 عن وجود منتخبنا السعودي في المجموعة الرابعة، وبات أمام الاتحاد السعودي ملفان، الأول ملف التعاقد مع مدرب للمنتخب يتوافق مع المرحلة القادمة، والملف الثاني تحديد مكان مواجهة منتخبنا السعودي أمام منتخبَي اليمن وفلسطين!!
** ليس من المعقول أو المقبول أن تنتهي فترة تسجيل اللاعبين المحترفين لمباراتَي دور الـ16 في البطولة الآسيوية اليوم الأحد وما زالت بعض الأندية السعودية لم تُنهِ صفقاتها وتعلن قوائمها وتحل مشكلة عدم انضمام بعض لاعبيها!! وبالمناسبة، ستقام مباراتا ذهاب دور الـ16 يومَي الخامس والسادس من أغسطس المقبل، أي بعد 18 يومًا من الآن، فهل إدارات الأندية السعودية مستوعبة ضيق الوقت؟!
** مطالبات ومماطلات اللاعب الإماراتي عمر عبدالرحمن في مفاوضات إدارة نادي الهلال كشفت الجانب المظلم عند بعض اللاعبين الذين يحاولون أن يتلاعبوا ويستغلوا عواطف ومشاعر بعض الجماهير في ادعاء الولاء والانتماء للنادي عند توقيع الصفقات، ولكن حقيقة تلك الانتماءات والولاءات الزائفة تظهر وتتضح عند بدء المفاوضات والمبالغة في المطالبات!!
** ما قدمه وفعله منتخب الجزائر من أداء وحماس وروح في بطولة إفريقيا وفوزه بكأس البطولة هو درس عملي لبعض المنتخبات العربية بضرورة غرس ومزج الروح القتالية مع الممارسة الاحترافية في اللاعب العربي!!