فهد بن جليد
لأنَّهم حصلوا على كل شيء «الشهرة، والمال» بسرعة وبسهولة ودون عناء، أطلق بعض مشاهير السناب شات «تحديداً» حيلة الاستيلاء على أفكار مُتابعيهم «بسذاجة» عبر إيهامهم بأنَّهم مُستعدون لمُشاركتهم ودعمهم أو حتى تقييم أفكارهم ودراستها ومعرفة مدى مُناسبة تطبيقها، كمُبادرة شخصية -غير خاضعة لأي معايير مهنية أو ضوابط أو ضمانات- سوى استغلال حب الناس وطيبتهم، وفي هذا خطر كبير على الأفكار الإبداعية، بل إنَّني سمعت أحد هؤلاء المشاهير وهو يُقلِّل -بتعالٍ- من أفكار مُتابعيه وتخوّف بعضهم من سرقتها، قائلاً هناك مئات الأفكار المُكرَّرة، وكل شخص لديه فكره ولكن العبرة بالتنفيذ، وهذا كلام غير مسؤول أفهمه «كتخدير» للمُتابعين من أجل تقديم المزيد من أفكارهم المجانية.
الموضة بدت بمجرد طلب أفكار مُبسَّطة يتم التواصل لاحقاً مع أصاحبها في حال مُناسبتها لمعرفة المزيد من التفاصيل حولها، وتطوَّرت الحالة مؤخراً عند البعض باشتراط وجود «دراسة جدوى» مُسبقة تؤكد ضمان نجاح الفكرة، وهنا يجب أن لا ننسى أنَّ سوق الأفكار الإبداعية هو من أندر وأغلى الأسواق، وأنَّ رواد هذا القطاع هم الأكثر كلفة وعرضة للسرقة والسطو الفكري دون حماية، لذا عندما تملك «العشرات أو المئات» من الأفكار الإبداعية المُتنوِّعة، فإنَّك تستطيع تسويقها أو مُشاركتها مع رجال أعمال وبنوك أو على الأقل تسجيلها باسمك ومن ثم بيعها عليهم أو التنازل عنها بحجة أنَّها وصلت إليك بصيغة بدائية وقمت بتطويرها، وهذا الأمر لن يكلّف المشاهير كثيراً وخصوصاً أنَّ دراسة الجدوى للمشاريع التجارية هي بوابة حفظ الحقوق، لذا يجب الحذر من مُشاركة المشاهير أفكارك الإبداعية أو التقنية أو التجارية، وتقديمها لهم عبر وسائل التواصل أو الرسائل البريدية مجاناً وعلى «طبق من ذهب» قبل أن تقوم بتسجيلها لحفظ حقوقك.
أفكارك ستكون عرضة للسرقة في حال قمت بالتفريط بها، وقد تراها غداً واقعاً مُطبّقاً أمام عينيك دون أن تستطيع أثبات حقك، لذا عليك تسجيل أفكارك مُسبقاً وعدم البوح بها لهؤلاء «القنَّاصة» المُستترين تحت عباءة الشهرة -وهنا وجب التنويه أنَّنا نتحدث عن البعض ولا نعُمِّم- فبعض هؤلاء المشاهير قد لا يملكون أصلاً الفهم والقدرة والمعرفة اللازمة، ولكنَّهم يتعاونون مع «قراصنة مُحترفين» لسرقة الأفكار وتغيير ملامحها تحت بند التطوير ومن ثم إعادة تسويقها «كنسخة جديدة» لمُستثمرين حقيقيين، لذا لا تلم نفسك أن أعطيت أحدهم «الخريطة» وانتظرت حتى يسطو على «الكنز»، وهو الذي تعود الحصول على كل شيء دون عناء.
وعلى دروب الخير نلتقي.