فيصل المطرفي
تدفع الهيئة العامة للرياضة ومعظم الأندية الرياضية ثمن عدم الاستقرار المالي الذي حدث خلال الموسم الماضي، وأحدث خلافات واسعة وتساؤلات عدة ومناكفات ومماحكات، أربكت المنافسات، واستحوذ على معظم العناوين حتى بعد إسدال الستار على مسابقات الموسم الماضي؛ إذ لم يتم التأسيس للمرحلة الانتقالية التي شهدتها الكرة السعودية بشكل منظم ومدروس على الصعيد المالي؛ إذ تم استقبال بعض القرارات والتعامل معها بعشوائية في كثير من المواقف؛ وهو ما جعل المشهد المالي في كثير من الأندية يتأزم أكثر؛ فاستمرت العجلة لا تدور داخل دهاليز الأندية، وبمباركة إداراتها؛ فكان الحراك عشوائيًّا، والملفات بشكل تلقائي تتراكم، والأندية توقّع بمبالغ كبيرة ومدد طويلة، والأسماء تتكدس على دكة البدلاء قبل القوائم، رغم أن الإدارات تدرك أنها «مكلفة»، وسترحل في أقرب مناسبة، بينما التدقيق يغيب في أحايين كثيرة من الهيئة، وعند الإخفاق يسارع النادي بالمخالصة وتحميل «الفواتير» للهيئة لاستقطاب البديل، وبمقابل خيالي، يشيب له الرأس؛ كونهم يرتمون في «فخ» سمسار عابر!
تفاصيل الدعم الحكومي في الموسم المقبل للأندية تم كشف النقاب عنه مطلع الأسبوع الجاري عبر مؤتمر صحفي موسع، وأضحى مسيرو الأندية على اطلاع كامل بالمستقبل المالي لكياناتهم, ووضع التصورات الكافية والمقارنات قياسًا بما وصل من دعم في الموسم الماضي للبدء في مرحلة مختلفة، ولكن كل ذلك لا يعني انخفاض سقف الطموحات في بعض الأندية، بل المفترض أن تبدأ في خطواتها الفعلية للتدبير المالي المثالي، والابتعاد عن الهدر الذي يهز خزائن الأندية دون أي مخرجات ومنجزات، والاستفادة من تجربة الموسم الماضي، علاوة على التركيز على جانب «تفعيل العقود الاستثمارية» بشكل متوازن مع الجماهير بطريقة تلبي رغبات الأطراف الثلاثة (النادي - المشجع - الشريك)، مع ضمان التدفق المالي من بعض الداعمين للسير بفِرق النادي نحو الأهداف المرسومة، إضافة إلى تحقيق معايير الاستراتيجية، وتحصيل الدعم الحكومي بالشكل الكامل، التي اشتملت على (تطبيق معايير الحوكمة - تطوير الألعاب المختلفة - السعي لزيادة الحضور الجماهيري - توسيع القاعدة الجماهيرية - تحسين البنية التحتية - إقامة فعاليات مصاحبة).
كل ما حدث في الموسم الماضي على الصعيد «المالي» يستحق الوقوف عنده كثيرًا لمعالجة السلبيات التي تسببت أيضًا في تأخير بداية العمل للإدارات المنتخبة، التي اصطدمت بملفات عالقة وثقيلة؛ وهو ما دفع «الهيئة» بقيادة رئيسها الشاب للاهتمام بهذا الملف، والتصدي له قبل الوقوع في المأزق ذاته، وعقد مؤتمر صحفي يكشف استراتيجية الدعم للأندية كافة للموسم الجديد بعد الاجتماع بهم والجلوس معهم على طاولة المصارحة والمكاشفة؛ كون «الهيئة» بيدها الحل لإيقاف مسلسل «التكهنات» الذي طال الموسم الماضي. وأولى خطوات التصحيح هي تنظيم عملية الدعم، وإيضاح آلية المبالغ المرصودة لكل نادٍ.
بقي أن أؤكد أن دور الرقابة المالية مهم جدًّا، ويأتي متوازيًا مع أهمية ما تضمنه المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجلس إدارة الهيئة لتوضيح استراتيجية الدعم؛ كونه يضمن التوازن المالي داخل الأندية على المدى البعيد. كل ما أتمناه أن يكون للمدقق المالي دور بارز داخل الأندية بممارسة صلاحياته ومهامه؛ ليؤكد لاحقًا، ويثبت للجميع بأعماله وأدواره المثمرة أنه لا يزال على قيد الحياة!