محمد المنيف
تعد مسابقة السفير التشكيلية أحد روافد الفنون التشكيلية السعودية وابرز المسابقات المعتادة ، أقيمت عام 2002 برعاية ولي العهد في ذلك الوقت الملك عبد الله بن عبد العزيز -يرحمه الله-، وافتتح أول معارضها على شرف الأمير سطام بن عبد العزيز في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض وفاز بها نخبة من الفنانين، بعد ذلك أصبحت موعدا للمبدعين من مختلف الأجيال يحرص على كسب جائزتها الجميع كونها تعني أن الفائز بالجائزة أيا كان مستواها سفيرا تشكيليا ، ولم يتوقف نجاح المسابقة عند هذا الدور بل حققت حضورا مميزا في ألمانيا عند زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لها عام 2007 م، وحظي معرضها بزيارته واطلاعه على الأعمال الفنية التي تمثل الوطن وبيئاته وعادات أهله وتقاليدهم مؤطرة بالقيم والمبادئ العربية والإسلامية، مما جعل زوار المعرض يشيدون بما وصلت إليه فنون الوطن وأبناء المملكة .
فكرة المسابقة التي وجدت الدعم والاهتمام من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية -يرحمه الله- وبموافقته على ما تقدم به صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن سعود بن خالد كانت بمثابة تجديد للحراك التشكيلي في المملكة، بما ظهرت به من أسلوب تنظيم وقيمة الجائزة ومستوى التحكيم الذي كان عالميا في أول معارضها، حيث تمت دعوة محكمين من دول ذات تجربة كبيرة وخبرات عالية أضفى على المسابقة خصوصية وتميزا.
كما أن من أهداف المسابقة توظيف اللوحات الفائزة في كل دورة لتجميل مكاتب الوزارة وملحقياتها في سفارات خادم الحرمين في دول العالم ، مما جعل للأعمال المشاركة اهتمام من الفنانين بالهوية الوطنية كونها تمثل الوطن بتعبير التشكيليين والتشكيليات بنقل جمال البيئة والقيم وتقاليد وموروث إلى أعين إلى العالم، ولم تتوقف المسابقة عند حدود الفنون التشكيلية بل شملت التصوير الفوتوغرافي ومسابقة مخصصة للأطفال جيل المستقبل.
لقد أصبحت المسابقة والجائزة بصمة هامة لا يمكن أن يغفلها أي مؤرخ أو راصد للحراك التشكيلي السعودي بل تعد أولى المسابقات التي تهدف إلى نشر الفن السعودي عالميا وتحمل عنوانا جذابا للتشكيليين بان يحوز على جائزة باسم السفير التشكيلي .
لقد كان دعم الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله- دافعا للفنانين إلى التنافس والسعي لكسب الجائزة، وأبقى سموه في مسيرة الفن التشكيلي السعودي إضافة لا تتكرر إلا بما يوازيها، فالمسابقة تعد رقما يحتاج إلى تجاوزه كما تجاوزت مسابقات قبلها.