فيصل خالد الخديدي
صدرت موافقة مجلس الوزراء قبل أيام على تأسيس (السجل الوطني للأعمال الفنية) ووجه المجلس الموقر وزارة الثقافة بإعداد السجل، والتعميم على كافة الجهات الحكومية بتزويد الوزارة ببيانات الأعمال التي لديها؛ ليكون للوزارة قاعدة بيانات متكاملة لتلك الأعمال وهي خطوة مهمة طال انتظارها، واليوم تتحقق أولى مراحلها والتي ثمنها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وأشار إلى أنه سيكون دليلاً وقاعدة بيانات للأعمال الفنية بكافة أشكالها في المملكة، بهدف حفظ هذه الأعمال وجمعها، ما سيسهم في استثمار هذا الدليل للترويج والتعريف بها وتسهيل الوصول إليها من قبل الدارسين والباحثين والمهتمين وحفظها من الضياع ....
وهذه مرحلة مهمة في مسيرة الفنون بالسعودية تنظم ماسبق وتهيئ لقادم أجمل، فالفنون التشكيلية مرت بفترة لم يوثق لها منجز ولم تحفظ منها أعمال لافي مؤسسات ثقافية ولافي متاحف فذهب الكثير من المنجزات والأعمال الفنية بين فقد وتلف وضياع بلاشهادات إثبات ملكية ولاتسجيل ورقي أو رقمي لها.
إن تأسيس السجل الوطني للأعمال الفنية يفتح الأمل في تنظيم البيت التشكيلي من الداخل بشكل أشمل يهتم بجميع تفاصيله، والبدء في إنشاء قاعدة بيانات لجميع ممارسي الفنون وتصنيفهم بين مبتدئ وهاو وممارس .... أو أي تصنيف منهجي يعمل على تيسير التعامل معهم ومع أنشطتهم ومشاركاتهم الداخلية وتمثيلهم الخارجي وإعداد لوائح تنظيمية تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم وصولاً إلى آليات قانونية وتنظيمات موحدة لتعامل الصالات والمتاجر الفنية مع منجزاتهم لخلق سوق فنية عادلة.
ويأتي بعد هذه التنظيمات أمر لايقل عنها ولا عن السجل الوطني أهمية وهو إنشا ء متاحف تشكيلية دائمة ومؤقتة تضم مسيرة التشكيل السعودي من مرحلة البدايات حتى الفنون المعاصرة في السعودية ،وتكون مرجعا حقيقيا يضم بين جنباته منجزات الفنون التشكيلية في جميع مناطق الوطن الغالي ومصدراً حقيقيا للمعلومة وللتاريخ، وفي الوقت ذاته يكون استثمارا جادا للفنون اقتصادياً ومعرفياً وثقافياً، فالمتاحف واجهة ثقافة الأوطان وتنمية لحضارتها وتساهم في الارتقاء بأذواق الشعوب فهي ذاكرة منجزات من سبق ونافذة على واقع الممارسة التشكيلية وحفظ لها.