سعد بن عبدالقادر القويعي
في خطوة تعكس ضعفهم، ولجوءهم لأسلوب افتعال الأزمات في المنطقة، تظهر أصوات نشاز -بين الحين والآخر-؛ لتحمل في طياتها نوايا حاقدة، وقلوبا حانقة، تكشف عن خبث المؤامرات الفارسية، ونظام الحمدين المسمومة، عبر اختلاق أزمة مع السعودية، التي بات القاصي، والداني يعرف مراميهما، ومراوغاتهما في تجيير الدين لمآربهما، والزج بالفريضة المقدسة في مربع أزماتهما السياسية؛ طمعًا في تحقيق مكاسب وهمية؛ لكسر عزلتهما الخليجية، والعربية، والدولية المتنامية.
تلك الدعوات لم تكن يوما ما منفصلة، أو مبتورة عن سياسة خلط الأوراق، التي أضحت من التوجهات العامة لصالح معركتهما ضد العرب، والمسلمين، -ولذا- لم تحاول السعودية يوما تسييس الشعائر الدينية، أو شعيرتي -الحج والعمرة-، بل تتشرف في كل عام بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتبذل قصارى جهدها، وتجند كافة السبل في سبيل خدمة ضيوف الله. -وفي المقابل- تتخذ إجراءات حاسمة؛ لمنع الشعارات السياسية في الحج، والالتزام بآداب الإسلام في أداء شعائر الحج، وعدم استخدام أي شعارات سياسية بما يفسد على الناس حجهم، أو يعكر صفوهم.
تسييس الحج بشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج، والحجاج؛ غايته تدويل الحرمين الشريفين، واستغلال تلك الأكاذيب كورقة ضغط في المحافل الدولية؛ لتقديم شكاوى حقوقية كيدية ضد المملكة؛ من أجل تمرير مشروعهم السياسي في المنطقة، رغم يقينهم بأن استغلال فريضة الحج من أي فئة، لا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن تتحول إلى ساحات للجدل السياسي، والمذهبي، والتحريض على الفتنة، والكراهية، في الوقت الذي يدركون فيه ضعف حجتهم، ومنطقهم، والوصول إلى غايات، وأبعاد لا علاقة لها من قريب، أو بعيد بالإسلام، أو بشعيرة مناسك الحج.