ميسون أبو بكر
أول من استخدم مصطلح -روبوت- هو الكاتب التشيكي كاريا كابيك في مسرحيته «روبوتات رسوم العالمية» عام 1920، وقد جاءت التسمية «روبوت» من الكلمة التشيكية «روبوتا «وتعني العبد أو العامل، وكأن الخيال والأدب كان فاتحة للاختراعات العلمية والتقنية وما نحن فيه اليوم من سباق محموم فيما يسمى الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي أصبحت اليوم الدول تتسابق لتطويرها.
بدأ استخدام -الروبوتات- في مجال الفضاء والطب والمهام الدقيقة التي لا يستطيع الإنسان القيام بها كما في المجال العسكري والأعمال المنزلية، واليوم تطورت صناعة روبوتات تستطيع أن تنافس الإنسان في مهامه، بل تعدتها إلى سلوكه وقدراته العقلية والعاطفية.
لا أخفيك عزيزي القارئ أنني أخشى التقنية، بل يصل خوفي لحد الفزع، فالروبوت الذي بدأت مقالي به وقد صنعه الإنسان ليعينه في المهام التي تصعب عليه، أصبح اليوم خطرًا يهدد البشرية من وجهة نظري ونظر الكثيرين، فالروبوت لم يعد العمل عليه من أجل مساعدة البشر في المهام الصعبة بل صار يشغل الوظائف التي يقوم بها البشر، والبطالة أصبحت شبحًا يهدد الناس، كما يهدد مشاعرهم؛ والأخبار الأخيرة حول حمل الروبوت واحتمالية احتلاله موقع شريك حياة أمر صعب التصديق، وبعيد عن الحس الإنساني وهوية هذا العالم الذي أساسه البشر.
ماذا يا ترى ستكون نتائج التطور العلمي والتقني والذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي الذي سعينا جاهدًا لتطوير وسائله وأصبحنا من كائناته!
هذه الروبوتات التي يبرمجها الإنسان لأداء وظائف معينة أخشى أن تحتل مكانه وتحتل بعدها العالم، وتقضي على العنصر البشري، وتتحقق نبوءة أفلام الخيال العلمي التي صنعناها بأيدينا كنوع من الترفيه عنا ومن ثم صارت جنونا سعينا لتحقيقه على أرض الواقع.
أخشى بالفعل أن يأتي يوم أرى فيه -الروبوتات- في كل مكان تسير في شوارعنا ومولاتنا، تخرج من غرف العمليات الدقيقة والصواريخ الفضائية ومن ثم تشاركنا تفاصيل الحياة.
لا أعتقد أن التقدم هو غرس بذار فنائنا، وأن التقنية والاختراعات قد تحتل مكان الإنسان، وإن الحياة تتحول إلى هذه الكائنات الحديدية المبرمجة التي تشغل بشرائح (لعينة) وليست من دم ولحم وإحساس.
لا أحب أن أتخيل عالمًا مستقبليًّا من الحديد وشرائح البرمجة بدلا من لحم ودم وروح، وروبوتات تنجب أطفالا، فلا تخربوا عالمنا، أرسلوا بهم إلى الفضاء الذي اكتشفه الإنسان بلا مساعدة عناصر أخرى ولَم يجد فيه السبيل للعيش.