د. خيرية السقاف
ذات يوم قريب..
أدنى من أحد أصابع الكف الواحد تحول فيه ملايين البشر من الصبا، والشباب، والشيخوخة
إلى مسنين طاعنين بضغطة أحد أزرة هذا الجهاز الشيطاني بين عيونهم، الذي هو في متناول أيديهم، يرافقهم أدنى من أنفسهم إليهم..
ولانتشار وجوه جيوش الطاعنين المسنين في فضاءات البصر تدفقت المعلومات السرية تفند ما وراء هذا الفعل من خطورة الوسيلة، إذ كيف تتسارع بهم السنون في لمحة، بلمسة وهم في غفلة الدعابة، وشغف الضحك، يتسارعون مع خيل شقراء، وشقراء في هذه المرة دول كبرى تسخر التقنية، وتطبيقاتها، لمصالح خفية، ولتخضع الجماهير البشرية لقبضة خزائن معلوماتها الشاسعة..
صحيح أنه زمن الكونية، واللا عددية، وشيوع التمكن، وقدرة الإحصاء، والحصول، والتنامي، والقبض على خيوط ما يوصل للغايات، وتنامي أسلحة الاحتواء، والتملك في صراع القوى باختلافها، لكن «سذاجة» البشر بعامة، ولنقل «حسن» النية بفطرتها فيهم يبدو لم تعد صالحة البتة في مقابل دعابة مفخخة بالمرصاد!!..
يبدو أن على الناس أن يتأكدوا تمامًا من طهارة أنسجة ما يرتدون من دنس نوايا من يترصدون!!..
ثم، أولئك «المسنين» تُرى إلى أين تجاوزت بهم المخيلات حين كبروا في لمحة، وأصبحوا قاب قوسين من آتٍ لم يأتِ بهم بعدُ؟!..
أولئك الذين ضحكوا، تندروا، وتبسموا.. وتبادلوا صورهم في بهجة طرافة مفخخة..
بينما الحقيقة أن ليس كل من يضحك سعيدًا بما يضحكه، بعد أن تضخمت غايات الدول العظمى، بأطماعها الشاسعة للاستحواذ بالفضاءات الممتدة مرئية، ولا مرئية..
وتتمادى بوسائلها الخفية..