فهد بن جليد
تدخل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لرفض «إعلان الوظائف القيادية» لإحدى الجنسيات العربية في مستشفى سعودي، وتأكيدها بأنَّه إعلان مُخالف لأنظمة العمل في المملكة، وأنَّها تتحقق من الأمر، بداية وفرصة لتصحيح مُعتقدات خاطئة حول الوظائف التي يجب أن يشغلها «السعوديون»، لنتحدث بشفافية عن وجود اعتقاد خاطئ لدى شريحة كبيرة جداً من المقيمين وبعض السعوديين ورجال الأعمال للأسف، أنَّ الفرص الوظيفية التي يجب أن يشغلها المواطنون السعوديون من الجنسين -التي تستهدفها برامج التوطين- في هذه المرحلة، هي الفرص ذات المستويات التنفيذية «الدُنيا» المُتعلِّقة بمُقابلة الجمهور غالباً «استقبال، محاسبة، علاقات عامة... إلخ ممَّا في حكمها»، أمَّا تلك الوظائف القيادية والإشرافية الحقيقية في القطاع الخاص فستبقى في أيدي «الأجانب» أو «المقيمين العرب»، بمعنى أَّن قاعدة التوطين تعتمد على الشريحة السُّفلى ذات الأرقام والأعداد الكبيرة، وزيادة التوطين تعني زيادة شغل هذه المقاعد، وهذا فهم قاصر لمُستهدفات وزارة العمل، وهي مُعادلة غريبة وغير منطقية يجب العمل على تصحيحها من خلال تنويع مراكز «توطين الوظائف» لتشمل المراكز الأعلى والقيادية في ذات الوقت بحسب الكفاءة والخبرة والقدرة.
وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وضعت الجميع أمام الأمر الواقع، بطرحها «الوظائف المُعلنة» وطلبها من السعوديين المؤهلين لشغلها التقدّم فوراً، وهنا مربط الفرس كون الوظائف المُعلنة إدارية ومالية ولدينا بكل تأكيد كفاءات قادرة على شغل هذه الوظائف والمناصب، ليبقى السؤال من يقف خلف عدم اتخاذ هذه الخطوة مُنذ البداية؟ وهل تم الإعلان عنها بشكل صحيح وصريح؟ وما هي العقوبة التي تنتظر من لم يلتزم بـ»البرسيجر» أو الخطوات اللازمة في مثل هذه الحالة.
هناك ضرورة أكثر من أي وقت مضى لوجود مواقع مُحدَّدة أو برامج لطرح جميع فرص العمل أمام طالبيه بإشراف الوزارة، و لا أعلم حتى اليوم موقعاً يجمع كل الخيارات تحت مظلة واحدة، لذا أقترح على الوزارة تبني «تطبيق خاص» للهواتف الذكية لمعرفة الوظائف الشاغرة المُناسبة لكل مؤهل يتم إدخاله، وتبدأ خطوات التقديم من هنا، حتى نضمن العدالة في الفُرص بجود منصة موَّحدة أمام جميع طالبي العمل «لتختصر الوقت، والجهد، والازدواجية، وتمنع أي شكل من أشكال التلاعب أو التحايل، وتمنح أصحاب وأرباب العمل أفضل الكفاءات والقدرات»، فعندما يكون التطبيق تحت إشراف الوزارة، وتقوم كل جهة بطرح الفرص الوظيفية لديها عبره «بمسمياتها، وشروطها، وميزاتها» كشرط قبل شغلها «بغير سعودي» سنجني ثماراً أفضل، بأسلوب وخطوة عصرية متوافقة مع مُتطلبات ومُقتضيات المرحلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.