كثيرة هي الأخطاء التشخيصية للأطفال والتي تصيب الوالدين بالاكتئاب لفجاءة المشكلة.
حدث في يوم ما عندما كنت أعمل لدى إحدى الجمعيات الخيرية للأشخاص ذوي الإعاقة، زارتنا عائلة لديها طفلان متتاليان الأول فتاة والتي جاؤوا من أجلها والآخر صبي عمره لا يتجاوز العامين.
حدثتنا الأم عن مشكلة ابنتها أنها لا تريد أن تتحدث ولديها بعض السلوكيات غير المرغوب فيها وحدّة في المزاجية، لم أكن وحدي في مقابلتها فأجابتها إحداهن وبأسلوب يجلب الإحباط بأكمله (ابنتك لديها طيف من التوحد أتعلمون ما هو؟! يعني أن لديها تخلفا عقليا وتوحدا وفرط حركة وتشتت انتباه) أشرت لوالدة الطفلة بإصبعي (لا تصغي)، قدمت لها الإرشادات لتذهب بابنتها للطبيب النفسي ثم انصرفت!
قلت لها لا بد من زيارة الأخصائي النفسي في التأهيل الشامل وربما ابنتك لديها مرض نفسي، هذا رقم جوالي لنتواصل في الوقت الذي يناسبك.
أتتني بعد مضي الثلاث سنوات تقول لي: بعد أن قالت لنا الطبيبة إن الطفلة لديها طيف التوحد ولديها العديد من المشاكل انفصلت عن زوجي وذهبت لمدينة أخرى يسكنها أهلي، وبدأت العمل على ابنتي وفق الخطة التي زودتني بها مع أمي، ثم ذهبت لأعيد فحص ابنتي لأن ما بها قد بدأ بالتلاشي وأريد أن أتأكد من هذا.
فقد زارت المركز أخصائية نفسية في إحدى الجامعات وبدأوا بالعمل على اختبارات عديدة لم تأخذها ابنتي من قبل، وظهر لدي التشخيص الآن، ابنتي معافاة من كل سوء، تحتاج فقط القليل من جلسات المحادثة لتنطلق بالكلام.
ابتسمت كثيراً معها رغم أن الحالة فيها الكثير من الأسى، هذه واحدة من آلاف الحالات التي لم يتم تشخيصها بالطريقة الصحيحة.
** **
- الدمام