عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لم أستغرب أن يكون ملف الرياضة والشباب من أولويات واهتمام القيادة، وطرحه وتفعيله من خلال مجلس الوزراء الموقر، وما موافقة القائد الوالد الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ودعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الدعم المالي الكبير والتوجيه الكريم بتفعيله، إلا دليل على ما يحظى به قطاع الرياضة والشباب من اهتمام ورعاية ومتابعة غير مسبوقة من ولاة الأمر -حفظهم الله-.
والحقيقة أنها ليست ولن تكون مفاجئة أو جديدة، فمنذ أن وحَّد الملك عبد العزيز هذه البلاد والمواطن والشعب، وخاصة الشباب منهم، دائما ما يكون الأهم والرقم الأول للدولة، بل إن السياسة العامة تعتمد دائما على تأهيلهم وتأمين مستقبلهم من تعليم وتثقيف وتهيئة وتوفير سبل الراحة والترفيه من خلال عدة مجالات، وقد تكون الرياضة من الأولويات المهمة في عموم مفاصل الحياة، فانظروا كيف وصل عدد الجامعات المنتشرة في أرجاء الوطن، انظروا إلى المعاهد والكليات المختلفة والعديدة الموجودة، انظروا إلى مراكز التأهيل المتعددة ودورها في تطوير اليد العاملة، واليوم انظروا وتمعَّنوا بالأندية الرياضية كبيرها وصغيرها في كل المدن والمحافظات والتي أولتها الدولة ورجالها الاهتمام الأكبر منذ الأزل. واليوم والقرارات تصدر متتابعة ومتوافقة مع رؤية 2030 إلا دليل على بعد النظرة والمستقبل المبهر للوطن وشبابه، واليوم الدعم الضخم يشمل جميع قطاعات الرياضة وأنواعها، ولم يعد الأمر مقتصراً على لعبة واحدة بحد ذاتها بل أصبح شاملاً لجميع الرياضات والألعاب بمختلف أنواعها، وما ميز الدعم الضخم والكبير الأخير هو المتابعة والمحاسبة والشفافية الحاضرة، وهذا أكبر برهان على أن العمل متوجه لأن يكون عملاً مؤسساتياً ومتجهاً لتخصيصه وتحويله للقطاع الخاص، وهذا ما هو مطلوب في المستقبل، ونظرة الدولة للمجالات المستقبلية وتفعيلها مع ما يتناسب ومستقبل الوطن وشبابه، وبعد ذلك لم يعد للرياضة ومنسوبيها في مختلف القطاعات أي عذر في عدم التمييز والتقدم والمنافسة، فكل شيء تم توفيره من موارد مالية وغيرها، ناهيك عن أننا نمتلك كوادر وطنية وشباباً عظيماً يستطيع أن يصنع الفرق ويصل إلى الأعلى متى ما تم توفير سبل النجاح وتهيئة الأجواء له.
أجزم اليوم أن مسؤولية هيئة الرياضة وقطاعاتها المختلفة أصبح أكبر وأصعب من الماضي، فاليوم مسئوليات جسيمة وكبيرة أمام الله ثم أمام ولي أمر هذا الوطن في تفعيل العمل واستثمار الدعم ومحاسبة وإبعاد كل مقصر ومتخاذل، فالوطن غني بأبنائه وفخور بشبابه وممنون لقيادته على ما تقدمه، جعلها الله في موازين أعمالها، وتذكروا جميعا أن الوطن أمانة في عنق أبنائه ولن يعزه وينصره ويطوره ويميزه إلا شبابه ومستقبلهم العظيم بعد توفيق الله لهم سبحانه.
نقاط للتأمل
- ما يميز الدعم المستمر والدائم من دولتنا -أعزها الله- للوطن وشبابه أنه شامل وعام، ولم يقتصر على فئة معينة أو قطاع معين، وهذا أكبر دليل على الاهتمام والرعاية الكريمة، والأمر المطلوب الآن متابعة تفعيل واستثمار هذا الدعم السخي، والتأكيد على استغلاله في الطرق الصحيحة والمناسبة، حتى يعم النفع ونصل للهدف المنشود وتتحقق رؤية وتطلعات القيادة - حفظها الله -.
- الدعم الأخير لقطاع الرياضة والشباب الذي تم الإعلان عنه يوم السبت الماضي لم يعد مقتصرا على لعبة كرة القدم، وهي اللعبة الشعبية الأولى عالميا ومحليا، ولكن شمل الدعم جميع الألعاب وهذه فرصة للرياضيين والمسئولين عنها لتفعيل جميع الألعاب المختلفة وخاصة ألعاب القوى التي لها أهمية وتواجد عالمي خاصة في الدورات الأولمبية القارية والعالمية، والتي يجب أن نكون متواجدين ونحصد أكبر عدد من الميداليات، فلا عذر بعد اليوم فكل شيء بين أيديكم رياضيين ومسؤولين.
- عاد اللاعب الظاهرة حمد الله وانضم إلى معسكر فريقه في أوروبا، وينتظر النصراويون انضمام النجم الكبير مرابط والذي يتمتع بإجازة بعد مشاركته مع منتخب بلادة قاريا، والتأخير أمر طبيعي وغير مقلق لأي منهما سوى لمنحهم مزيدا من الراحة أو لانتظار تحسين وضع عقودهم، وهذا طبيعي وعادي مع طبيعة النجوم المتميزين، وإذا كان هناك من قلق فهو استمرار وعدم تصريف اللاعب الكبير أحمد موسى الذي يتمنى الجميع عدم مشاهدته بين نجوم البطل مرة أخرى.
- أتمنى أن لا تكون صحيحة وحقيقية الأنباء التي تحدثت عن اتفاق المدير الفرنسي هيرفي رينارد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لقيادة المنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة، ولا أخفي أنني كنت من أكبر المعجبين بالسيد هيرفي سابقا، ولكن بعد أداء المنتخب المغربي في بطولة إفريقيا الأخيرة رغم ما يزخر به من نجوم وخروجه المبكر يدل على أن المدرب هيرفي لم يعد يملك طرقا حديثة وقراءة جيدة للعمل الفني المطلوب، خاصة أن منتخبنا أمامه استحقاقات كبيرة وتصفيات صعبه تحتاج إلى مدير فني أفضل وإجراء أقوى من السيد هيرفي.
خاتمة :
يا دار بينك وبين الشعب عهد وغلا
غلاك ما هو صناعي ثابتن فالقلوب
ولخادم البيت ومحمد نحفظ الولا
ان كان هو ذنب ياربي تزيد الذنوب
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي .. وعلى الخير دائما نلتقي.