خالد الأنصاري
إن للمجالس العلمية دورًا كبيرًا في صقل شخصية طالب العلم، وسعة أفقه، وبُعد نظره، وإثرائه العلمي والمعرفي.
وقد حرص علماؤنا الأجلاء في كل عصر على إحياء هذه المجالس والملتقيات العلمية في المساجد والدور لنشر العلم، وتربية الأجيال وتعليمهم.
وإن من هؤلاء العلماء شيخنا معالي الشيخ د. صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام، الذي يحرص على عقد مجلسَيْن في كل أسبوع بمكة والرياض للالتقاء بطلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى.
وقد شرفت بحضور أحد لقاءاته بمجلسه العامر بمكة المكرمة مساء يوم الجمعة الموافق 16 ذي القعدة 1440هـ، وكان مجلس علم عام؛ يشتمل على بعض الفرائد العلمية، سواء الفقهية أو الحديثية أو الأدبية أو التاريخية.. وكان من أبرز ما ذكر في هذا اللقاء ما يأتي:
o الوصاية بالكتابة: فقد أوصى شيخنا طلابه ومحبيه بالحرص على التدوين والكتابة العلمية والثقافية حتى في أدق الأمور. وضرب لنا مثالاً بكتب «أدب الرحلات»، ودور المغاربة في ذلك، ولاسيما كتاباتهم عن رحلاتهم للحج.
وقد ذكرتُ لشيخنا بحثًا قديمًا، كتبته بعنوان «الإمام ابن القيم ورحلاته للحج والمجاورة»؛ فحثنا على القراءة في كتب أدب الرحلات، وأخذ الفوائد منها؛ لما تحتويه من قصص وعبر ومواقف تاريخية وعلمية.
o ثناؤه على الشيخ العبودي: أثنى شيخنا في مجلسه على الشيخ الرحالة محمد بن ناصر العبودي الأديب والمؤرخ؛ فقال: «حرص على الكتابة والتأليف منذ صغره؛ فهو ذكي جدًّا، متعلم، يكتب كتابة فقيه نفس وفقيه مجتمع وفقيه ذات وفقيه علم».
وتعد هذه المجالس وأمثالها فرصة سانحة لطلاب العلم لعرض إشكالاتهم العلمية والمعرفية على العلماء الربانيين؛ فأوصي نفسي وإخوتي من طلبة العلم الشرعي بالحرص على حضور هذه المجالس؛ فهي غنيمة ومدارس؛ يستفاد منها علمًا وأدبًا وتواضعًا.. وقد رُوي عن الأحنف بن قيس -رحمه الله- أنه قال: «كنا نختلف إلى قيس بن عاصم، نتعلم منه الحلم كما نتعلم الفقه».
** **
خالد بن محمد الأنصاري - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية