أ.د.عثمان بن صالح العامر
في عالم السياسة كل شيء متوقع، وعند العرب بالذات ضع نصب عينيك كل الاحتمالات خاصة في هذا الزمن الذي تكالبت علينا نحن السعوديين أمم الأرض قاطبة حسداً وحقداً وغلاً وطمعاً فيما منّ الله به علينا من نعم لا حصر لها ولا عد.
يهمني هنا الشأن العربي الذي صار الابتزاز فيه ليس حكراً على الساسة والمثقفين، ولا حتى مقصوراً على برامج القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل نزل إلى الشارع العربي فصار المواطن البسيط الذي كان بالأمس يتحدث عن الدم العربي والعرق العربي والأخلاق العربية، ويتبجح بالنخوة والحمية والشجاعة المزعومة، ويسرد قصص البطولات والمنازلات الأسطورية حماية وحفظاً للكرامة المسلوبة، أقول صار بعض العرب وقاطنو الأرض العربية يظهر منهم بين الفينة والأخرى من يحاول أن يبتزنا في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية فيعلن بكل بجاحة ووقاحة وصفاقة وجه أنه هو من يقف بالصف الأول دفاعاً عنا، ولذا فهو شريك لنا في لقمتنا وإلا سيكون الثمن السماح لسليماني ومن معه دخول بلادنا غزاة فاتحين، انطلاقاً من تلك المقولة المشهورة (علي وعلى أعدائي).
ليس هذا إلا مجرد مثال واحد ومثله حالات وأشخاص عدة ومن جنسيات عربية مختلفة للأسف الشديد، وهؤلاء أحد خمسة رجال:
- إنه ليس عربي أصيل يدرك ماذا يعني كونه عربيا فضلا عن كونه مسلما.
- أو أنه لا يعرف عن مجريات الأحداث شيئا ولا علم لها بما يحاك ويخطط لضرب المنطقة العربية عامة، والمملكة العربية السعودية هي الخاصرة للعالمين العربي والإسلامي وآخر القلاع والحصون.
- أو أنه لا يعي ولا يدرك مآلات ما يتفوه به وينطق، ولا يقدر قيمة الكلمة وأثرها وأبعادها ودلالاتها.
- أو أنه عميل أجير، مدفوع له مبلغ وقدره من بلد عربي أو حتى أجنبي ليقول هذه الكلمات المكتوبة له حرفياً، وليمثل الدور المحدد له سلفاً، والمصور عنوة لينتشر في الآفاق، ويوظف سياسياً في زمن غريب وعجيب يجعل فيه المرتزقة والطابور الخامس (من الحبة قبة) كما يقال، وربما هم من تصوروا وجود الحبة وزرعوها في مخيلتهم حتى يشيدون عليها برج الكذب والدجل الذي لا يخفى.
- أو أنه بالفعل يحمل هذه النظرة الغريبة التي تنم عن قلب مملوء غل وحقد وحسد دفين على هذا الوطن المعطاء الكريم - السعودية العظمى - الذي خيره وصل ليد الجميع، لم يبخل بما عنده من خير على العربي بل على المسلم بل على الإنسان أياً كان حين تحل به نازلة أو تلم به مصيبة، والتاريخ يشهد، والأرقام تبرهن، والأزمان - الماضي والحال وإن شاء الله المستقبل - تدلل وتبصم.
شخصياً أعتقد أن من المناسب إزاء هذا السلوك المشين المستهجن، التجاهل التام وعدم الالتفات له والاهتمام به وتناقله في مواقع العالم الافتراضي فضلاً عن التعليق عليه أو الرد بالمثل أو التهجم والتسفيه العلني فهذا ما يبحث عنه أعداء الوطن ودعاة تفكيك وشائج الجسد العربي الغالي، ولا أعتقد أن حكومات عالمنا العربي عاجزة عن تتبع هؤلاء الذين يعتقدون أنهم بهذه الطريقة باستطاعتهم ابتزازنا!!! فهم مجرد أفراد قلائل يحملون جنسيات عربية معروفة ويمكن بكل يسر وسهولة تتبعهم ومن ثم محاسبتهم.
قد يقول قائل، ولمَ كل هذا إذا كان الأمر لا يعدو أن يكون حالات فردية ولَم يصبح ظاهرة تستحق الوقوف عندها والحديث عنها؟، ولهؤلاء أقول كما يقول الشاعر في شطر بيته المعروف (ومعظم النار من مستصغر الشرر) دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.