أحمد المغلوث
تعرضت المملكة، وطن الإسلام والسلام والمحبة، منذ بدايات التأسيس والتوحيد حتى اليوم إلى تشويه خبيث، وتحريف للحقائق والوقائع، عبر «الإعلام الجديد»، لكنه - والحق يقال - تضاعف في السنوات الأخيرة مع انطلاق مواقع الإنترنت، وانتشار الذباب الإلكتروني، وتفشي ظاهرة انتحال الأسماء والشخصيات، وحتى الصور؛ كل ذلك بهدف الإساءة لهذه الأرض الطيبة التي مدت يدها مبكرًا لكل الأوطان العربية وحتى الإسلامية، ولن نبالغ إن قُلنا وللعالم أجمع. ومع هذا، ورغم هذا، ومع ما قدمته المملكة من مساعدات وإعانات، بل وحتى من دعم مادي ومعنوي مساندين لبعض الأنظمة.. إلا أنك تجد مَن يخرج من هذا النظام أو ذاك ليكيل لوطننا الشامخ سيولاً لا تتوقف من «الشتائم» المقززة والمعلومات المفبركة مستغلاً ما يتيحه له هذا العالم الافتراضي من مساحة وحرية ليقول ويقول ما يشاء بدون اعتبار للأخلاقيات والقيم والمبادئ، وحتى الأعراف التي جُبل عليها من ينتمي لأمة الإسلام، فكيف وهو ينتمي للأمة العربية بشكل عام، ولدولة معروفة بشكل خاص، كانت المملكة - وما زالت - الداعم الدائم لها، ومنذ عقود، وبدون مِنّة. والمثير للحزن أن من يخرج من المواخير والأوكار، بل حتى قنوات الصرف الصحي، يجد له الدعم من بعض الأنظمة الشقيقة. من هنا نجد أن ظاهرة الاستمرار في ذلك لم تتحقق إلا من خلال استمرار الدعم لكل من هب ودب ووقف أمام كاميرا هاتفه الذكي؛ لينعق تارة، وينبح تارة أخرى. ورغم أن الأيام كشفت سوءات الكثير من الأنظمة المعادية لوطننا إلا أن هذا الوطن، وبحكمة وحصافة قيادته وحكومته الرشيدة، دائمًا ينحاز لعدم الانجراف نحو ما يُقال هنا أو هناك؛ فهي تعلم علم اليقين أن الشمس لا تُغطَّى بغربال، وأن شمس المملكة المشرقة تجسد حقيقتها ومنهجها وسياساتها ومواقفها، ولا تحتاج إلى أن تبرر أو تدخل في جدال «بيزنطي»، والحمد لله أن التاريخ وما فيه من وثائق وصور وحتى فيديوهات هو نعمة من الله سبحانه وتعالى؛ إذ كشف بحقائقه الأنظمة «الحربائية» المتلونة التي راحت تصطاد بعض الأخبار المفبركة، أو تقف خلف فبركتها، ومن ثم إنتاجها وتوزيعها على ضعاف النفوس من عبدة «الدولار» كما يقال، ومن ثم يبثون سمومهم من خلال ذبابهم الإلكتروني الذي انتشر في كل مكان في العالم.
من هنا أصبحت ظاهرة المساس بمكانة المملكة حصانًا خشبيًّا، يمتطيه من يريد الحصول على حفنة من الدولارات، أو من ليس له عمل أو صنعة؛ فيتجه إلى الطريق السهل، ويقع في شبكة أعداء الوطن التي تحقق له مبتغاه؛ ليكون من أصحاب المال.. مع أنه لا يستحق إلا الضرب بالنعال؛ لما قاله ويقوله هو وأمثاله من «الذباب» المنافق والكذاب.
ولا يختلف اثنان على أن أبناء الوطن - وهذا بفضل الله، ثم نتيجة لوعيهم - نجدهم لأمثال هؤلاء بالمرصاد؛ فتحولت بعض ساحات الإعلام الجديد لمواجهات ومعارك وقذائف، كشفت محاولات بعض الأنظمة المساس بثوابت المملكة وقيمها ونزاهتها وإنسانيتها التي أكدتها الأيام.. مؤسف جدًّا أن يمارس البعض من «الذباب» عمدًا أو بتوجيه أساليب تشويه الحقائق والمبادئ والقيم التي هي من ثوابت الوطن، ومنهج تسير عليه خططها وبرامجها من أجل الأفضل للوطن والمواطن، بل للعالم.