لقد عم الحّزنُ المملكة العربية السعودية الحبيبة لحزن ولي أمر الأمة وملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذا المصاب الجلل والفقد العظيم على فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز الذي انتقل إلى رحمة الله، عن عمر ناهز 96 عامًا ويعد الأمير بندر الذي وارى الثرى في مقبرة العدل بمكة المكرمة، النجل العاشر من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز الذكور، وترتيبه بين إخوته بعد الملك فهد مباشرة، ونقول نحن والشعب السعودي كذلك قلوبنا معك يا ملك السلام الملك سلمان حقيقة كيف لقلبك أن يتحمل هذا الفراق وهذا المُصاب نعم الفراق صعب الفراق هو جرح في القلب، وهو الألم الدفين لابتعاد أشخاص نحبهم، اعتدنا على وجودهم، رسمنا طريقنا معاً وبنينا أحلامنا، ولكن بلحظة ينتهي كل هذا، فما أصعب الفراق وما أشد عذابه، رحم الله الأمير بندربن عبدالعزيز وغفر له وأسكنه الجنان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، هذا ما نقوله لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز، الأمير الإنسان جميل الخلق محبوب للجميع مُحب للخير. جمع بين الحكمة والعقل في تعامله مع مريديه من المواطنين، حيث كان يسمع للجميع، ويقربهم منه، فمات رحمه الله وهو في قلب الكبير والصغير، ولا يذكر عنه إلا الخير وجميل السجايا، عُرف عنه الزهد فكان يقضي -رحمه الله- رمضان في بيت الله الحرام مستمتعاً بحياته هناك وفي قربه بعبادته لله عز وجل وبين أروقة البيت الحرام. صفات تجلت به تجعله قدوة للغير بحبه وكرمه وشغفه بعلوم الدين فما أسعد الإنسان بهذه الصفات، وما أجدر بنا أن نقتدي به، ونتعلم من مبادئه، نعم هو من أبناء عبدالعزيز مؤسس هذه البلاد الذي أنتج لنا رجالاً تخرجوا من مدرسته في الحكمة وتأثروا وأثروا في الحياة، جعلوا التقرب إلى الخالق الباري أجمل ما يفعلونه بحياتهم، فكان هذا هو هم الأمير بندر بن عبدالعزيز، وهدفه في شبابه، حتى وافاه الأجل. هذا هو عهدنا بك يا صاحب السمو نعم بفقدنا لهذا الأمير الغالي الذي لم أسمع عنه وأشاهد إلا كل خير وحب أمير في شبابه وفي كبره في خلقه في صفاته جعل الجميع يحبه فتأثر الكثير لوفاته، حقيقة ليت شعري يستطيع نظم قوافيه ليوفيه قدره وليت نثري ينثر كلماته على هذا الحزن الذي عم الجميع أكتب تلك الكلمات ودموع العين تنهمر على الفقد الذي يهز الوجدان قلوبنا لا تحتمل أصبحنا نخاف الوقت والزمن أكتب ولسان حالي وحال الجميع يقول:
بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟
فراق أحبتي وحنين وجدي!!
فما معنى الحياة إذا افترقنا
وهل يجدي النّحيب فلست أدري!!
فلا التّذكار يرحمني فأنسى!
ولا الأشواق تتركني لنومي!
فراق أحبّتي كم هزّ وجدي!
وحتّى لقاءهم سأظلّ أبكي!
في ختام مقالي نتقدِّم بخالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ولأبناء الفقيد:
الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض وعضو هيئة البيعة، والأمير اللواء طيار ركن منصور بن بندر قائد قاعدة الملك عبد الله الجوية بالقطاع الغربي سابقاً، والأمير خالد بن بندر مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الفريق ركن تركي بن بندر قائد القوات الجوية الملكية السعودية، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني. وأحفاد الفقيد، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
{إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْه رَاجِعُوْن}
** **
- غدير الطيار