أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: فجعت المملكة بفقيدها صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود قدس الله روحه، ونور ضريحه، وطيب ثراه ومثواه؛ فقد كان سليم الصدر، حسن الظن مع كل من اختلط به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) رواه مسلم.. ومن العزاء والمبشرات: ذلك الجمع الكريم، والعدد الكبير من المصلين والمشيعين، وهكذا الداعون والمثنون بالخير؛ وعلى أي حال فالثناء الحسن عاجل بشرى المؤمن؛ وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من رجل مسلم يموت؛ فيقوم على جنازته أربعون رجلا؛ لا يشركون بالله شيئًا؛ إلا شفعهم الله فيه)؛ ومما يرجى له صبره على ما أصابه من المرض الذي لازمه حتى لقي ربه صابرًا؛ محتسبًا؛ وقد قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[سورة الزمر/10].. وكان رحمه الله تعالى منذ بلوغه ملازمًا؛ الصلوات الخمس ينفح كل محتاج بما يحمله من النقود، ولا يرد سائلا؛ .. ومن حسناته محبته لحملة القلم من ذوي العلم الشرعي؛ وبحمد الله كان آل سعود منذ المحمدين إلى الملك عبدالعزيز رحمهم الله تعالى إلى بنيه وحفدته وحفيداته: ذوي رحمة بالأمة، ومواساة بالمال، مع الحرص على إقامة الحدود بعد اليأس من تنازل ذوي القتيل بالمال، أو الاحتساب.. أدام الله عز هذه الأسرة؛ فإنهم مفاتيح خير، ومواساة، وحفظًا؛ للحقوق، ونسأل الله جلت قدرته، ووسعت رحمته أن يجعل ذريته خير خلف لخير سلف ما تعاقبت الأيام والأعوام.. كما نسأل الله تعالى أن يوفق قادة هذه الأمة ابتداء؛ بخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده إلى كافة المسؤولين، وأن ينصرهم على عدو الله وعدوهم؛ والله المستعان.