د. خيرية السقاف
إذا كانت «آفة العلم النسيان»، فإن آفة «الحق النكران»!..
فهناك مِن الناس مَن ينكر الحق، ويذهب في كتمه حدًّا يبلغ «النسيان»..
فالعلم بالحق دافع لنصرته، لا محرضًا لخذلانه!..
فكل من ينتصر للحق بمعرفته، يغتال النسيان بنكرانه..
والحق سيد الفلاح، ومنبر النجاح، وصولجان المناف، ومقصلة الفساد؛
الحق شمس لا ظلمة حيث تشع،
في دائرة عمل لا يسلب فيها جهد فرد لأفراد!!؛
في قرار اختيارٍ لا تطغى فيه «المعرفة الشخصية» على حساب أكْفَاء!!..
في مال يتيم لم يبلغ رشده تغرى به نفوس وضيعة فيرد إليه،
في نجاح مكافح لا يُسند لصاحبه، فيرجعه منصف صدوق،
في عِشرة يُنسى فيها المعروف فتفتحُ لها السبل!!..
في، وفي، وفي
كل مسالك حياة الناس حيث لا يُنسى لأحدهم حق، فيجده على كفه ينصع، أو بين يديه يخفق،
أو يكون في مأزق فيُطلق له، أو تحت طاولة فيُخرج إليه، أو داخل أضابير فيعتق
نحوه!!..
شمسه هذا الحق كاشفة للخفاء، مبددة للنكران، حارقة للنسيان..
في حضور شمسه سلامة الحقيقة، وأمان العلم، وعمار الثقة..
من آفات النكران، والنسيان..