فهد بن جليد
من المتوقع أن يُطلق الحوثي على نفسه وميليشياته الإرهابية مزيداً من المُسميات الجديدة ليختبئ خلفها، على طريقة تنظيم «الشباب المؤمن» ثم جماعة «أنصار الله» وغيرهما من المسميات التي حاول فيها سابقاً الخروج من عباءة وتبعات «الحوثية» الضيقة التي تصطدم بفكر وفطرة المجتمع اليمني السليمة، بمساعدة وسائل إعلام تروِّج لهذه المسميات وعلى رأسها قناة «الجزيرة»، في محاولات لدعم المشروع الحوثي ليختبئ خلف مسميات مذهبية أوسع تحقيقاً لمآربه بخداع اليمنيين للوصول إلى أهدافه في اغتصاب السلطة وفق أجندة إيرانية فارسية، وذلك بمحاولة الالتفاف على مخاوف اليمنين وإيهامهم بأنَّ مشروع الجماعة يهدف لتحرير الوطن ومحاربة أمريكا والغزاة وأنَّه امتداد لمذهب الزيدية التي تمرَّد عليها، بعد تسلل ودعم أيادٍ خارجية تغلغلت وسط المجتمع اليمني لنشر «الاثني عشرية» بصورة بغيضة، ومنح الحوثي رمزية دينية كاذبة، تعتمد على النسب والجذر السلالي، وعصبية المذهب.
«الحوثي» خدع المجتمع اليمني بظهوره المتعفِّف عن السلطة في بداية الانقلاب، ورفع شعارات براقة معادية لإسرائيل وأمريكا ساعدته في زيادة الأتباع في صفوفه من المُغرَّر بهم من الأطفال والشباب الذين استغل حماسهم، وضعفهم وحاجتهم، ولكنَّه بدأ يخسر كل يوم موقعاً جديداً بين صفوف أبناء اليمن، مع تزايد فضائح الجماعة وجرائمها في حق الأطفال والنساء والدولة والمجتمع، وانكشاف أهدافها وعنصريتها «العرقية» البغيضة في السلالة «الدينية المزعومة»، التي لا ترى أنَّ غيرها أحق منها باعتلاء السلطة وحكم البشر.
بدليل تخلص الحوثي من مكونات المجتمع اليمني وتمزيقه ضمن مشروع صفوي فارسي بغيض، يقوم على التنكر وخيانة حتى أقرب الحلفاء الذين ساعدوه في الانقلاب على الشرعية، وما زال مسلسل خيانات الحوثي تتواصل، وسيستمر في الانقلاب على كل من يقف معه من اليمنيين، على طريقة «حزب الله» ذراع إيران في لبنان الذي أدار ظهره للجميع ومزَّق بلاده وحرمها حق الوحدة والتنمية، غير أنَّ جماعة الحوثي اليوم دخلت نفق انقسام داخلي جديد، وتصدعات متوقعة بدأت تظهر بين الفصائل بحثاً عن إدوار أكبر ضمن وهم السلطة والمال، مع غياب الرؤية وضعف الخبرة في تقاسم الأدوار وتنسيقها، وتصاعد التوتر من مخاوف الهزيمة والانكسار، مع تضييق الخناق عليهم من التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، رغم مساعي طهران لمنع ظهور بوارد هذه الخلافات الحادة والأطماع بين أتباعها على سطح المشهد اليمني، أسوة بما حدث من صراعات داخلية في أواخر 2017 عقب اغتيال صالح.
وعلى دروب الخير نلتقي.