م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. إذا كان للزمان المرتبة الأولى في تحديد عمر الإنسان فإن للمكان ذات الأهمية لمستوى عيش الإنسان.. فالمكان هو الحاضن لعمر الإنسان.
2. كل العلوم من لغة أو فيزياء أو فلسفة أو جغرافيا أو تاريخ تضع لفظ «المكان» بمعناه وماهيته في مصطلحاتها.
3. «المكان» له أبعاد وأحجام.. وهو بالنسبة للبشر محسوس ملموس مرئي.. بخلاف الزمان الذي لا يحس به الإنسان لكن يلمس نتائجه.
4. «المكان» هو مسرح عرض الحياة.. والزمان هو توقيت العرض ومدته.
5. «المكان» في حقيقته واقع فيزيائي قائم.. لكنه في العقل يمكن أن يكون واقعاً متوهماً.. يعيش فيه السجين وكأنه في جنة.. ويعيش فيه الملك وكأنه في سجن.
6. شريط العمر هو جزء مقتطع من شريط الزمان السائر أبداً إلى الأمام.. والمكان هو دار العرض.
7. حيث إن سني العمر الأولى هي الأغزر حضوراً في ذاكرة الإنسان.. لهذا يكون للمكان حضور طاغٍ في ذاكرة الفرد.
8. في الأدب «المكان» في سرديات السيرة الذاتية واقعي قائم.. بينما في سرديات الرواية واقع متخيل.
9. حضور «المكان» في الآداب الإنسانية أكبر بكثير من حضور العوامل الأخرى المؤثِّرة في حياة الإنسان.. لذلك نرى القطع الأدبية والفنية التي تعبِّر عن ذاكرة المكان ولا نراها بذات الغزارة للمؤثِّرات الأخرى.
10. الإنسان يتلاحم نفسياً وعاطفياً وعقلياً مع المكان.. فهو مسرح حياته في البيت والشارع والمدرسة والسوق والمستشفى والمسجد.. لهذا يعتبر المكان مكوناً ثقافياً.
11. «للمكان» أسماء لا تدل على واقع فيزيائي قائم، بل على وضع يصف حالة لا مكاناً.. مثل: الفضاء، والمهجر، والمنفى، والسجن، والمسجد، والمدرسة.. هنا تحدد الرواية أو السيرة الحالة وليس المكان.. فهي أسماء للمكان مهمتها تأطير الحدث المروي.. فغرفة المستشفى تتحول لدى المريض إلى سجن.. وذات الغرفة للأم التي ولدت طفلها للتو تتحول إلى قاعة رحمة وفرح.
12. «المكان» هو المنطلق لتفسير التصرفات.. فالمكان للتربية والتعليم والتطبيب والترفيه والعقاب والعمل والعبادة.. وكلها تنعكس على شخصية الإنسان وتظهر في تصرفاته.
13. «المكان» هو الذي يُظْهر البعد الاجتماعي والثقافي والمدني للأشخاص.. ويعد أحد أهم معايير القياس لحضارة المجتمعات ومدنيتها.. أو تخلفها وفقرها.
14. «المكان» مكون عجيب في علاقته بالإنسان.. فهو ملجأ، وهو منفى، وهو عقاب، وهو ألم، وهو ملل.. وهو كل شيء يحرك مشاعر الإنسان ويؤثِّر في حياته.
15. الزمن لا تتغيَّر سرعته أبداً.. والمكان لا تتبدل بيئته أبداً.