فهد بن جليد
ألوان «التطبيق» في هاتفك، وسلاسته المُبهرة وسهولة استخدامه وتنظيمه، لا تعكس حقيقة وشخصية من يقدم الخدمة لك على أرض الواقع، فمع تزايد «تطبيقات» تقديم الخدمات اللوجستية، وتعلقنا بها خصوصاً فيما يخص جلب الأطعمة والأشربة والأغراض من منافذ التموين والمطاعم، يظهر أنَّ من يقوم بالمهمة هم أشخاص غرباء لا يمكن الوثوق بهم دائماً -فبعضهم عمالة أو مجهولون يبحثون عن الكسب المادي- باستثمار وقت فراغهم دون النظر لنوعية وطبيعة مهامهم وأعمالهم الأصلية وكفاءتهم، فقد انضموا لفريق الخدمات في التطبيق دون أن يتم فحصهم طبياً، ولا حتى التأكد من سلامتهم وقدرتهم على تقديم الخدمة بالطريقة المرجوُّة -وفي ظنِّي- أنَّك لو رأيت «هيئة» ومستوى نظافة كل عامل يقوم بتوصيل الطلبات إلى منزلك، وطريقة حمله لها، لراجعت نفسك كثيراً في قبول الخدمة بطريقة غير صحيحة، وغير آمنة، وربما جلب أغراضك ووجباتك مع مجموعة طلبات أخرى يقوم بتوصيلها «دفعة واحدة «اختصاراً للوقت والكُلفة!.
لذا أقترح إيجاد «ميثاق» بين المطاعم والمُستهلكين، والمسؤولين عن تشغيل وإدارة هذه التطبيقات لتغليف الأطعمة والأشربة التي يتم شراؤها عبر «تطبيقات الفزعة» تلك، بطريقة تضمن عدم تعرضها للعبث أو التطفل، وبما يضمن عدم فسادها نتيجة حرارة الجو أو طول المُدَّة بسبب طريقة النقل والتوصيل، بحيث لا يتم فتحها إلا من قبل المُستفيد ولمرة واحدة فقط، والأمر ينطبق كذلك على خدمة «التوصيل المجاني» ولاسيما أن لا غنى لمعظم البيوت والأشخاص اليوم عن مثل هذه الخدمات، وهذا -برأيي- حق للعميل، فضلاً عن كونه جزءًا من التسويق الصحيح لمنافذ البيع والمطاعم تلك، التي بدأت بوضع مسار خاص في طوابير الانتظار وأمام «الكاشيرات» لهؤلاء العُمَّال بعيداً عن المُستهلكين الآخرين، ما يدل على أنَّ نسبة الطلب والتشغيل عبر هذه التطبيقات يُعتد بها وتستحق مثل هذه الخدمة المفقودة.
موزع خدمات الأغذية الأمريكية الأشهر US Foods صدمت المُستهلكين حول العالم عندما كشفت بأنَّ الوجبات التي تصلهم إلى منازلهم عرضة للتطفل والتذوق من قبل عُمَّال التسويق، خصوصاً إذا كانت مكشوفة، باعتراف نحو 28 بالمائة من الموصِّلين بأنَّهم يتذوقون الأطعمة بالفعل أثناء توصيلها، ولاسيما وأنَّ 54 بالمائة منهم لا يستطيعون مُقاومة روائح الوجبات والأطعمة التي يحملونها، الشركة في دراستها التي نُشرت على نطاق واسع في العالم قالت: «إنَّه يؤسفنا أن نُعلن أمرا كهذا»، وما تزال النسب في منطقتنا مجهولة نتيجة غياب مثل هذه الدراسات، وحتى ضمان الحصول على إجابات صادقة تعكس حقيقة الأمر، ما يُشكل قلقاً أكبر تجاوز هذه المرة خطر «عُمال توصيل الطلبات» على المنازل في ساعات مُتأخرة من الليل، أوحتى في ساعات الصباح التي تكون فيها المنازل خالية، لتطال سلامة «الوجبات» نفسها.
نُكمل -غدا-ً لنتعرف على الدور المُرتقب «لوزارة الشؤون البلدية والقروية»؟
وعلى دروب الخير نلتقي.