عبد الله باخشوين
**زمان شهد سوق (المجلات الأسبوعية) ازدهاراً استمر لسنوات عدة، كانت المجلات خلالها تتسابق في البحث عن الغريب والمثير الذي يجتذب أكبر عدد ممكن من القراء ويزيد حصص التوزيع في أسواق المملكة.. باعتبارها أكبر سوق للنشر والتوزيع أو على الأصح أكبر سوق لتوزيع (المطبوع المنشور).. وبرزت (موجة) لنشر (الجرائم) أشبه بموجة (فضائح أفلام البرلماني المصري خالد يوسف).. وكان معظم.(أبطال) تلك الجرائم -للأسف- من (الجنس اللطيف) أي من النساء.. وانتشرت أخبار (تقطيع أجساد الأزواج) وجمعها.. أو توزيعها على (أكياس زبالة) عدة لطمس معالم الجريمة.
وذات مساء ذهبت لزيارة أحد الأصدقاء حاملاً معي عددًا جديدًا من إحدى المجلات الشهيرة وقتها على أمل أن (نتصفحخ) معاً.
بعد وقت قصير من تصفح صاحبي للمجلة.. صرخ في وجهي: (من فين جبت هذي المجلة؟!).. قلت بدهشة: (عدد جديد دوبه نزل السوق).. ومضى يعاتبني مستنكرًا: (وجايبها بيتي) ومده إليَّ بغيظ وهو يقول: (خذ شوف).. وقرأت المنشور ..وهو خبر بارز جدًا من إحدى الدول العربية الشقيقة.. تقول تفاصيلة.... (بعد العشاء.. قال الرجل (-) لزوجته.. (قررت أتزوج.. وبكره بعد صلاة الجمعة باخذ جماعتي وأروح أخطب وإذا مو عاجبك خذي عيالك ولا يردك إلا بيت أهلك).... ودخل (ينام).. ثم وهو نائم ذهبت الزوجة إلى المطبخ وأخذت إحدى (السكاكين) الماضية.. ودخلت عليه.. وخلال نومه (بترت عضوه).
هذا أهم ما في الخبر عير أن صاحبي (فنجل) عيونه على الآخر.. وقال معاتباً: (يعني أنت ما تدري أن حريمنا جانات.. هيا لو سمحت وانت ماشي خذ مجلتك معاك ما أبغي المرأة تشوفها)؟!
في البيت أخبرت مرتي الحكاية وأخذنا نضحك.. وكعادة النساء رفعت سماعة التلفون ومضت تروي الحكاية لإحدى (أخواتها).. فما كان من تلك إلا أن قالت: (حطي المجلة في ظرف ودحين أرسلك السواق يجيبها)..؟! ولمحاولة (الاستيضاح) قالت: (الباشا اللي عندي يحب يقرأ الصحف والمجلات قبل النوم.. وأبغي أحط له المجلة على (الكمدينو) جنب راسه عشان يقرأها قبل ما ينام)؟! بعد أن قرأ خبر المجلة لكزها بحنق حتى استيقظت وسألها بحنق: (من فين جات هذي المجلة).. قالت ببساطة: (باخشوين ..هو ومرته كانوا هنا وأظنه نسيها)؟! قال بحنق: (ياذا الباخشوين ما تجي منه إلا المصايب.. ياكتب ممنوعة تودي في داهية.. يامجلات بايخة زي وجهه).... ووضع المجلة تحت وسادته بعناية.. على أمل أن يتخلص منها صباحاً....ومضي يحاول أن ينام...؟!