د. خيرية السقاف
إشاعة الكراهية في الناس باعث للانتقام..
وتُغرق في الانتقام،
وليس من منكرٍ بأنها في الأجواء حيث صراعات البقاء، وصراعات الرحيل،
حيث نحن وأنتم، حيث لنا ولكم، حيث منا وليس منَّا..
خطاب وهكذا خطابها يؤتي أكله على صعد عديدة، تحديدًا في المجتمعات التي ترفع شعائر «الإنسانية» من جهة، مع أن بِنيتها الأساس «تعددية» مكونة من شتى العروق، والأنحاء..
وكونية تمازج تركيبتها لم تؤهلها للسلم النفسي المطلق!..
والدليل هجوم «تكساس»، وهجوم «أوهايو» ذهب ضحيتهما من لا حيلة له، ولا جمل له في الأسباب!..
وهما جريمتان لا تختلفان عن جرائم العدوان السافر، وما يسفر عنه من «خطابات كراهية» امتدت على مدى عقود، وأوشكت على القرن..
وإن كان الموت قتلاً، وغدرًا، وغيلة جريمة، وله بواعثه، وأهدافه إلا أنه ممقوت في مجتمعات
شعارها التفوق،
ولعل أول عناصر التفوق «الأمن»..
وكل ضحايا جريمة هم أبرياء يؤسف عليهم على أية شريعة يكونون..
أما من يموت في مقابل سلاحه القاتل فلا يؤسف عليه..
فلا مبرر، ولا تبرير لجرائم السفاحين على الأرض وإن كانوا أفرادًا تضطرب منهم أفئدة في الصدور..
مع ملاحظة أن المجتمعات البشرية كلما زاد رفضها للجريمة تمادت فيها..
وكلما زادت علمًا جهُلت..
وكلما زادت تفوقًا طمعت..
وكلما زادت وعيًا بطرت..
وكلما تمكنت ركضت فوق جثث المُثل، والقيم، والسلام، والحق..
لا يختلف السارق عن القاتل في آن،
كلاهما مجرمان؛ أحدهما يغتال المال، والآخر يغتال الأرواح..
والحصاد شتات البشرية، وقلقها، بل أحزانها المتنامية..
كيف تطمئن نفوس نقية لهذا الافتراء العالمي الذي يوهمها بالسلام بين البشر جميعهم، والقتلة يستمرئون رفع أسلحتهم في وجوه الصغار، والغافلين كالذين بالأمس هناك في موقعين على أرض دولة متقدمة وهم في متجرهم يتسوقون؟، أو كالذين في مسجدهم يصلون؟، أو في ملاهيهم يستروحون، أو حتى في زواياهم حيث يأمنون، ويطمئنون؟!..
الجريمة تفشت في البحر، وعلى حواف نهر، وفي المتجر، وعلى رؤوس الأشهاد عند محطات وقود، في شارع خلفي، وفي مواقف عربات تنظر، وفي ساحات جامعات مشغولة بالآهلين،
جرائم حيث الكراهية، تغتال براءة الأطفال يقتادون للسجون، وتفتك ببيوت الآمنين بالاستيلاء،
جرائم يشهدها طفل بريء، وشيخ مسن، وامرأة ثكلى، وقلوب سكنها من وعثاء الحياة ما سكنها..،
أي إنسان في هذا الكون المصطلِي، يمكنه أن يطمئن؟!..
بينما يسير به تقدمه العلمي لاكتشاف فضاءات عامرة في فضاءات؟!..
ليت الإنسان يتطهر من الكراهية، فهي أم الجريمة!!..