بلقيس محمد
هل تشيخ الكتابة، مثل أجسادنا
تُظهر تجاعيدًا وشيبًا، يعجز الحناء عن تلوينه؟
هل يتوقف الإلهام عن التهام الجديد.. يصاب بنزلة معوية.. يملؤ الكنب بقيء قديم..؟
هل يرحل الضوء.. مع الأحبة.. ينير لهم القبور.. ويتركنا أحياء في الظلمة؟
هل يمكن أن نتحول لكلمة.. نبدأ حرفًا وننتهي نقطة.. نستيقظ في قصيدة.. وصية أب لأبنائه.. أغنية على لسان خادمة.. ورقة بين طيات كتاب فيزياء.. سلسلة معقودة في عنق صديق..؟
هل للمشاعر أوجه وأقنعة.. الأنفس سبعًا واثنان.. والأحلام اثنان وسبعة؟
هل فقد الحكاية للمعنى.. الجسد للنفس.. النهاية للبداية.. ممكنًا؟
هل تملك الأحرف الجرأة لتهجر كلماتها.. والكلمات أصحابها.. والزوج زوجته.. والأم أبناءها؟
هل يصنع المكان والزمان وأشجار السرو.. الأفكار والنفس والعمر؟ أم أننا نحن من يصنعها؟
هل تهرب الأشياء حقًا أم أنها تتوهم.. هل هي تفعل ذلك أم نحن من يفعل؟
هل نحن من الأشياء.. أم أن الأشياء مجرد أشياء لا تمت لنا بصلة؟
ما هو النحن..؟ هل هو مجرد بشر؟
أم أن للمكان والزمان والقدر والأسئلة والأجوبة وفطيرة التفاح نصيبا؟
هل هناك ما هو حقيقي..؟
وهل للإجابات كاملة الحقيقة وجودًا؟
يوقف الرياح عن إثارة الموج العابث بأشرعة العقل.. يتركنا نطفو على ظهر البحر.. بلا رياح وأمواج وأشرعة.. كما يفعل كاتب النص وقارئه.. اللذان سيرفضان ما أن توضع نقطة النهاية.. للنص أولا والحياة أخيرًا.