سلمان بن محمد العُمري
في هذه الأيام المباركة تتجه أنظار العالم كله والعالم الإسلامي خصوصاً إلى المملكة العربية السعودية، حيث تستضيف المشاعر المقدسة أكبر تجمع بشري على مر التاريخ في أيام معدودة ومكان محدد وصغير، حيث يؤدي المسلمون الحج إلى بيت الله الحرام، وهو الركن الخامس الذي لفت أنظار العالم أجمع من قديم الزمان، فقصد الحج للاستطلاع والاستخبار جمع من المستشرقين الذين تسموا بأسماء إسلامية وأعلنوا دخولهم الإسلام ليقفوا على الحج، وهذا التجمع البشري الذي جمع مختلف الألون والأجناس والأعمار واللغات والثقافات، وكان الجامع الوحيد بينهم شهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، وتحقيق المقصد في التوجه لبيت الله الحرام.
هذا الاهتمام العالمي والإسلامي بالحج وأخباره ومتابعته من القاصي والداني كان بالإمكان توظيفه التوظيف الأمثل إعلامياً بصفة مباشرة وغير مباشرة، وذلك من خلال البث التلفزيوني السعودي الذي له الامتياز الأول في نقل شعائر الحج وتنقل منه القنوات الفضائية الوقائع وخاصة يوم عرفة وأيام التشريق.
لو استطعنا تمرير رسائل نصية باللغة العربية والإنجليزية عبر الشاشة ومن خلال البث التلفزيوني المباشر أو مقاطع مرئية صغيرة أو مقاطع (جرافيك) لحققنا أهدافاً عديدة في تبيان ما تقدمه المملكة من عناية بالحج والمشاعر المقدسة، ولتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.
إن وزارة الإعلام مشكورة تستضيف سنوياً مئات الإعلاميين الذين يتسنى لهم الحج المجاني والضيافة الكاملة وتقدم لهم المعلومات الوافية عن جهود المملكة في رعاية الحرمين الشريفين والعناية بالحجاج والمعتمرين، ولكن مع الأسف قلة قليلة من يتحدث منهم ويكتب عما رآه رأي العيان ويقول كلمة صدق ويحفظ الجميل، هذا إذا سلمنا من نكرانهم مستقبلاً.
ومن النواحي الإعلامية المفقودة هي تعريف الحجاج أنفسهم بما يبذل لهم من رجال الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ولجان الحج وموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، فالحافلات الحديثة جميعها يتوافر بها شاشات عرض، والفنادق لا تخلو صالاتها من ذلك؛ علاوة على القنوات الفضائية، وكذلك طائرات الخطوط السعودية التي تقل الحجاج وغيرهم، وصالات الانتظار في قنصليات المملكة في الخارج. فليت الجهات المختصة تتولى في كل عام إعداد برامج تعريفية باللغة العربية وسائر اللغات عن الجهود المبذولة في الحج وما ينفق عليها وما بذل في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
ولا ننسى مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام البديل فلا زالت جهود المملكة غير ظاهرة، وهناك من لا يود إظهارها وإبرازها في إعلام الفضاء العربي والإسلامي؛ بل هناك من ينتظر الأخطاء الفردية ليولول عليها ويجدها مدخلاً للإساءة والانتقاص.