شهدت المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية افتتاح عدد من الكليات والمعاهد المتخصصة في السياحة والفندقة.
وجاء انتشار هذه الكليات والمعاهد كنتيجة لزيادة إقبال الشباب على العمل في القطاعات السياحية والفندقية.
حيث توجد الآن 8 جامعات وكليات حكومية، و4 كليات للسياحة بكليات التقنية، بالإضافة لـ3 كليات للتميز، إضافة إلى 3 كليات وجامعات خاصة، و3 كليات تميز تحت الإنشاء، و26 معهدا ومركزا متخصصا في مجال السياحة والفندقة.
وقد تخرج في هذه الكليات والمعاهد السياحية حتى الآن أكثر من 15000 شاب وشابة.
وتصدرت منطقة مكة المكرمة بعدد المعاهد والكليات السياحية بواقع 9 منشآت من إجمالي عدد المنشآت الحالية والبالغ (47) منشأة، إلا أن نسبة الخريجين في منطقة الرياض تعتبر الأعلى ضخاً لسوق العمل في التخصصات المرتبطة بالسياحة منذ انطلاق هذا التخصص الحديث وبنسبة تتجاوز بكثير المناطق الأخرى، تلتها منطقتا مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ويعتبر الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية أهم عناصر الاستثمار في مجال صناعة السياحة في السعودية الذي يصنف على أنه من أكثر النشاطات نمواً وتوسعاً واستقطاباً للموارد البشرية المؤهلة، كما يعد قطاعاً اقتصاديا مهماً يسهم بفعالية في الناتج الإجمالي للكثير من الدول.
ويعد توظيف خريجي كليات السياحة مهمة رئيسية لهيئة السياحة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وكليات ومعاهد ومراكز السياحة، حيث تعمل على برامج التدريب وتوفير فرص العمل لخريجي كليات السياحة في مناطق المملكة من خلال استيعابهم في الشركات والمنشآت السياحية، تنفيذ مشروع بالشراكة مع القطاع الخاص لتشغيل الكليات التقنية بهدف زيادة فاعلية نظام التدريب التقني بالمملكة، وذلك من خلال استقطاب مشغلين دوليين عن طريق عملية متعددة المراحل تستهدف اختيار أفضل مقدمي التدريب عالميا للتشغيل المستقل، مما سيكون له الأثر الإيجابي في دعم الاقتصاد الوطني.
وتعمل الهيئة على تنمية وتطوير الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها بمستوى عالٍ يواكب احتياجات سوق العمل في القطاعات السياحية المختلفة.
وتتبنى مؤسسة التعليم التقني بالتعاون مع هيئة السياحة إنشاء كليات التميز في المجال السياحي وذلك من خلال إنشاء 7 كليات في مناطق المملكة وتضم العديد من التخصصات التي تهتم بقطاع السياحة والفندقة منها الأطعمة والمشروبات، وإدارة قسم الغرف، وإدارة المناسبات. ويتم منح الخريجين الشهادة الجامعية المتوسطة (الدبلوم) بعد إكمالهم البرنامج التعليمي المكون من سنة تحضيرية وسنتي تخصص، كما يمكن الحصول على شهادة إكمال برنامج تدريبي بعد سنة التخصص الأولى.
وإضافة إلى كليات التميز ساهمت الهيئة في إنشاء عدد من كليات وأقسام السياحة والآثار، فبالإضافة إلى كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، تم إنشاء كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في كل من أبها وجدة، وأقسام للسياحة والآثار في كل من: جامعة حائل، وجامعة الطائف، وجامعة جازان، إضافة إلى معهد الضيافة والفندقة بمجموعة الحكير، ومعهد السياحة بجامعة الملك عبدالعزيز، والأكاديمية السعودية الدولية للسياحة والفندقة، وعدد من الكليات والمعاهد الأخرى.
يذكر بأن الهيئة ممثلة في مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية «تكامل» سعت لتنفيذ مبادراتها وبرامجها، بتوقيع (27) اتفاقية مع وزارات وجهات حكومية وأهلية لدعم وتطوير قطاع التعليم والتدريب والتوظيف السياحي، لدعم إنشاء وتطوير عدد من المنشآت الحكومية والخاصة المعنية بالتعليم والتدريب والتأهيل السياحي، وتطوير كفاءة وقدرات أكثر من (35.000) مواطن، واعتماد برامج ابتعاث لعدد (1150) مرشحا، ضمن مبادرة تطوير وتدريب الكفاءات السياحية، وتعزيز قدرات الشركاء.
ويرى خريجو الكليات والمعاهد السياحية أن القطاع السياحي يتميز بفرص العمل المنوعة وخاصة في القطاع الخاص.
حيث يقول ياسر الزهراني أحد الخريجين من كلية السياحة والآثار، إن العمل في قطاع واعد ومتطور كقطاع السياحة طموح أي شاب، فهو يملك مميزات غير موجودة في قطاعات أخرى وهي التميز أثناء النجاح والقدرة على الإبداع والتألق وقت العمل.
ويقول محمد الدصوص خريج من كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، إنه يملك طموحا عاليا للإبداع والتطوير والعمل الجاد في القطاع السياحي، معتبرا أن قطاع السياحة قطاع اقتصادي متطور وفي تنام مستمر.
ويؤكد الشاب تركي بن محمد أن العمل في قطاع السياحة له جملة من المميزات والمحفزات، كما أنه أصبح من القطاعات التوظيفية الآمنة في الآونة الخيرة، بل إن بعض شركات السفر والسياحة تضاهي في خدماتها الوظيفية تلك الخدمات التي تقدمها قطاعات كالبنوك ونحوها في توظيف الشباب السعودي الطموح.