كنت قد كتبت قبل برهة في جريدة الجزيرة مقالاً عن تحديد موقع الشط (المرقب) للمساعدة في تحديد موقع حجر اليمامة (الرياض القديمة)، وسوقها. ومن أسماء هذا الموقع أيضاً محرقة والبادية. واستندت في تحديدي إلى ما أورده ياقوت الحموي في معجم البلدان من احتوائها على قلعة (حصن معتق) التي اكتسبت منه التسمية الحديثة (المرقب)، وتسمى أيضاً حالياً الضيرين إلا أنها أزيلت منذ مدة تجاوزت الخمسين سنة.
واعتمدت على نقل عن ياقوت الحموي في معجم البلدان ج5 ص61: «المحرقة بالضم وتشديد الراء والقاف، اسم المفعول من حرقه إذ بالغ في إحراقه بالنار. من قرى اليمامة. قال ابن السكيت: هي قران، وقال غيره: المحرقة قرية باليمامة من جهة مهب الشمال من حجر والعرض في مهب الجنوب عنه..». هذه هي المحرقة الأولى، وهي الشط، والبادية أيضاً، ولكن توجد محرقة أخرى، يقول عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان ج5 ص61: «فالمحرقة في قبلة العرض، والعرض في قبلة حجر اليمامة). وقد اختلط الأمر والتبس على ياقوت الحموي؛ فلم يميز المحرقتين عن بعضهما، ودمجهما في نص واحد؛ إذ إنه وصف المحرقة الأخرى في النص الأخير، وهو وصف لا ينطبق على المحرقة الأولى التي هي الشط (المرقب). ويقول أيضاً عن المحرقة الأخيرة الأصفهاني في كتاب بلاد العرب ص358 - 359: «إذا خرجت من السوق فأدنى ماء ينسب من النخيل المنسوبة السوق المختبئة، وهي منازل لبني جبيرة بن عبيد من بني سيار، ثم تصعد مستقبل المغرب، فأول ماء يستقبلك (ياية) بحذائها القري قرى آل كرمان، وهم موالي لبني سلمة. قرية بين الواديين في جزيرة من الوادي، أهلها ابن تغلب، ثم عن يسار ذلك منصب من بطن العرض محرقة، وهي قرية آل المهير..». وهذه المحرقة الأخرى ينطبق وصفها على سلطانة؛ فهي التي كان فيها آبار ومزارع قديمة في جنوبها، ولا يزال بقاياها إلى الشرق من سلطانة، بينها وبين الوادي، وقد أزيلت أجزاء كبيرة منها، وبنيت بناء حديثاً، وذلك قبل التسعينيات الهجرية، إلى الغرب من شارع سلطانة المتجه شمالاً والقادم إليها من جهة وادي حنيفة (العرض) من الجنوب ينصب عليها انصباباً؛ إذ يكون الوادي كما هو مشاهد مرتفعاً بالنسبة لها.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب