لكل إنسان مُحيط خاص، لا يُسمح لأي شخص اختراقه، لا يتوقف على الأشخاص فقط بل لا يُمكن حتى للوقت أنّ يُداهمهُ ويتمرد عليه، وبالرغمِ من أنهُ مُحيط كامل، لكن للأسف يتخلله فراغ شاسع رُبما نسكنهُ نحن لشدة العمق، رُبما يحتوينا ولا نستطيعُ نحنُ احتوائِه، رُبما يشدُ علينا عند الضيق ويحاول أنّ يُرفهُ عنا..
أصبحنا لا نملؤهُ بل هو الذي يملؤنا، ولا نختارهُ بل هو الذي يسعى لاختيارنا، هو الراحة والاطمئنان
هو السكينة والوئام، هو الصديق والحبيّب وكل من تبقى لنا، وكأن الدُنيا خلت من كُل شيء ولم يتبق إلا فراغ النفس الذي يعطف علينا ونعيشه رُغم ما نحنُ فيه من ترف وبذخ وتطور.
نشهد وننتظر بحماس عالما جديدا ونظنُ أنه هو الذي سيُنقذنا مما نحنُ فيه، سيُنقذُنا من الملل من الكسل من العجز حتى عن نجاحنا وتحقيق أُمنياتُنا، حتى في أهدافنا ننتظرُ من يُساعدُنا في تجسيدها على أرض الواقع، وهي ليست حلمًا لأحد بقدر ما تعنينا نحن، لماذا نتقاعس عن سور النجاح والنمو ونتأمل بالأهل ونلوم من لا يسعى في الواو التي يطمع الجميع على أنّ يأخُذها قبل الآخر!
لماذا لا نقتحم ونسعى على أنّ نرتقي بالجهد والعطاء وبذل أقصى ما يُمكننا فعله، ونقتصّ من الجُبن الذي تقعرَ في النفس والعقل بأننا لا نستطيع دون وسيطٍ عالي المنصب.
توجهاتُنا لا تختلف ورُغم هذا نختلفُ معها، نتطلع للأفضل ونحن نُخالف كُل حقّ!
لا نُصفق لأحدٍ، ولكننا نتفرج، نرى كُل شيءٍ بزاويةٍ واحدة، لا نسمع بقدر ما نتحدث، ولا نؤمن بالقدرات ورصيدُنا في هذه الحياة هي الأموال.
** **
- غادة آل سليمان