بريدة - عبدالرحمن التويجري:
على غرار ما يحصل في الساحة الرياضية من سوق انتقالات واحتراف للاعبين والنجوم، وما يصاحب ذلك من ترغيب ومزايدات مادية تقدَّم لهم، يعيش «الدلال» في مهرجان بريدة للتمور احترافًا حقيقيًّا، ويتم استقطابه من التجار قبل بداية موسم البيع والشراء عبر تقديم العديد من العروض والمزايا العينية والمالية سعيًا لكسب المميز منهم، وصاحب المهارة والشهرة.
وتعد مرحلة «الدلالة» والتحريج من أهم المحطات الرئيسة في حركة البيع والشراء لمنتج التمور، بل تؤثر بشكل مباشر في الأسعار، وتسهم مساهمة فاعلة في التعريف بأنواع التمور، وميزاتها، وتصريفها على المستفيدين.
وغالبًا ما تسعى مؤسسات التسويق الزراعي وتجار التمور إلى الحرص على اختيار «الدلال»، والتشديد على عدد من المواصفات والفوارق المهارية والفردية التي يتفاوت وجودها من دلال إلى آخر؛ وهو الأمر الذي يرفع من قيمته، ويضعه على رأس «قائمة الاستقطابات» بين تجار التمور ومؤسسات البيع.
فمع اقتراب موسم التمور من كل عام ينشط سوق السمسرة وانتقالات الدلالين بين كبار المسوقين الزراعيين سعيًا للظفر بخدمات المميز منهم؛ وعلى ذلك تتفاوت عقود الاتفاق وما فيها من مزايا بناء على مواصفات وقدرات الدلال.
المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور الدكتور منصور المشيطي أوضح أن مهنة الدلالة بوجه عام تعتمد على عدد من المهارات والمواصفات التي يحرص التجار على وجودها من أجل التسويق الناجح لبضائعهم.
وذكر المدير التنفيذي للمهرجان أن المواصفات المطلوبة في الدلالين بوجه عام تدور حول الصوت الجهوري المتميز بنغمة خاصة، إضافة إلى الحركة الجسدية المتصفة بالخفة والسرعة، والتميز بطريقة ارتداء اللباس، والتغيير من أوضاعه كالغترة والعقال، والتمكُّن من اللهجة الدارجة، واستجلاب المفردات والتعابير المميزة، والتميز في وصف السلعة بالأوصاف المغرية والجاذبة، وإدخال بعض المصطلحات والمفردات من لغات أجنبية للفت الأنظار.
وأوضح الدكتور المشيطي أن المهرجان وما يشهده من فعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة يحظى بتوافد العديد من الزوار ومستهلكي التمور؛ وذلك لاهتمامه بالتمور ومشتقاتها، ووجود الأجنحة التسويقية المشاركة من العارضين والمسوقين وتجار التمور. كما يقدم المهرجان أيضًا فرصًا وظيفية للشباب.
ويواصل المهرجان فعالياته وأنشطته وبرامجه من خلال عمليات البيع والشراء اليومية بمدينة التمور ببريدة والفعاليات المصاحبة بمتنزه ديرتي بمزارع الصباخ، إضافة إلى المعارض المشاركة بالمهرجان التي تمثل عددًا من الجهات الحكومية والخيرية والاجتماعية.