يوسف المحيميد
كانت البداية موسم جدة، ثم موسم الطائف، والسودة، والرياض قريبًا، وغيرها، وهي مواسم حية، ومضيئة، خلقت أجواء جميلة من البهجة الأسرية، واستثمرت المهرجانات القديمة، كسوق عكاظ، الذي أثبت مكانته على المستوى المحلي والعربي، وهو نتاج فكرة ذكية استغلت سوق الشعر العربي العريق منذ مئات السنين، وأضافت إليه، فيكفي أن تدخل الأسر وأطفالها في قلب التاريخ، ويسمعون العربية الفصحى تعم المكان، خاصة في ظروف الأجيال الجديدة التي تتعامل معها أسرها بالإنجليزية كما لو كانت لغتهم الأم.
موسم الطائف، وسوق عكاظ، وحشود الجماهير فيه، تعني أنه استطاع جذب المواطنين والمقيمين، وأنه أيضًا - وهذا المهم - قادر على جذب سياح من خارج الوطن، من حيث المحتوى والفكرة، لكن السؤال الأهم عن المدينة، مدينة الورد، كيف يمكن أن تنهض بسرعة من سباتها، كيف تصبح البنى التحتية جيدة، كيف نحفز المستثمرين على الاستثمار في السياحة، بالذات في مدن مثل الطائف والباحة وأبها، فهذه المدن وغيرها من مدن الجنوب تنعم بطقس بارد وممطر في الصيف الذي تعاني منه المدن والدول الأخرى المحيطة، مما يجعلها نقطة جذب سياحي مهمة.
إن الخطط التي نسير وفقها، والعمل على تنويع مصادر الدخل، تجعل من السياحة مصدرًا مهمًا للمملكة، خاصة في ظل تنوعها الجغرافي، والثقافي، ومع اكتمال البنى التحتية والنقل العام فيها، ومع الانفتاح الاجتماعي وقبول الآخر، ستكون مقصدًا لكثير من السياح العرب والأجانب، مما يجعل لهذه المواسم قيمة أكبر.
نحن في السنة الأولى من تطبيق فكرة المواسم، وثقتنا كبيرة بأن الفكرة ستنضج أكثر في السنوات القليلة القادمة، وستصبح أسلوبًا جديدًا ومميزًا وناجحًا في التنشيط السياحي.